صور من تجني اليهود
ودرس آخر ثقيل، وموقف من الذلة شديد -أيها الإخوة- فلقد أصابنا يهود في ديننا، ونبينا، وقرآننا، ومقدساتنا، وأنفسنا وديارنا، فكلما تقدم المفاوضون معهم خطوة باتجاه السلام المرفوع زاد منهم توجيه الإهانات، وألوان الاحتقارات، وصور الإذلال للمشاعر والشعائر والمقدسات لقد حرقوا المسجد الأقصى، وحفروا من تحته الأنفاق، وصادروا الأراضي، وبنوا مغتصبات سموها مستوطنات، ثم تطاولوا وتطاولوا حتى داسوا القرآن ومزقوه تحت أقدامهم، وأهانوا نبينا محمدًا ﵌ بصورهم ورسومهم إنه درس التاريخ القديم والحديث، وإن نصوص شرعنا الذي تزيدنا تمسكًا بكتاب ربنا وصحة طريقنا وإيقانًا بوعد القرآن ووعيده ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ [النساء:٤٥].
هؤلاء هم اليهود بطبعهم وخلقهم، وهم شاهدون على أنفسهم في الماضي والحاضر، ولا يقال هذا تجنيًا، ولا تزيدًا ولا ادعاءً، ولا استعداءً، فلقد آذوا موسى ﵇ من قبل، ورموا مريم البتول ﵍ بالإفك والبهتان، وقتلوا الأنبياء، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، وحاولوا قتل نبينا محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتآمروا عليه، وما انفكوا طوال تاريخهم يكيدون للشعوب، فقد أحلوا الربا، وروجوا الفسوق، وأكلوا أموال الناس بالباطل، واسمعوا إلى كتاب ربكم وهو يحدثكم عنهم: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ [النساء:١٥٥ - ١٥٧] إلى قوله سبحانه: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾ [النساء:١٦٠ - ١٦١].
13 / 7