102

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

Penerbit

مكتبة الفلاح

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

مَحَلّ النِّيَّة بالتأمل في تعريفات العلماء للنية يظهر لنا أنَّ محل النية عندهم القلب، فقد عرَّفها بعضهم بأنَّها "عزيمة القلب"، أو "وجهة القلب"، أو "قصده"، أو "انبعاثه" (١). وقد نقل ابن تيمية اتفاق علماء الشريعة على أنَّ القلب محل النية (٢)، وحكى السيوطي أنَّ الشافعية قد أطبقوا على أن النيّة محلها القلب وهو قول مالك ﵀ (٣). والذي جعلهم يذهبون هذا المذهب أنهم وجدوا كتاب الله ينسب العقل والفقه والإِيمان والزيغ ونحو ذلك إلى القلب. كما قال تعالى: ﴿أَفلمْ يسيِرُوا في الَأرْض، فتكُون لهُمْ قُلُوب يعْقلونَ بِهَا﴾ (٤)، وقال: ﴿وطُبع علَى قُلُوبهمْ فهُمْ لا يَفقَهُون﴾ (٥)، وقال: (أولئك كتب في قُلُوبِهِمُ الإيمَان﴾ (٦)، وقال: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أزاغَ الله قُلُوبهُمْ﴾ (٧). والقلب الذي عناه الله تعالى في هذه الآيات محله الصدر، وقد نصّ الله -تعالى- على ذلك: ﴿وَلكِن تَعْمى الْقُلُوبُ الَّتي فِي الصدُورِ﴾ (٨).

(١) سبق ذكر هذه التعريفات في المقدمة ص (٢٠). (٢) مجموع الفتاوى (١٨/ ٢٦٢). (٣) منتهى الآمال (١٧/ أ) الحدود في الأصول (ص ٣٤). (٤) سورة الحج / ٤٦. (٥) سورة التوبة / ٨٧. (٦) سورة المجادلة / ٢٢. (٧) سورة الصف / ٥. (٨) سورة الحج / ٤٦.

1 / 115