من تواضع لله رفعه

Abd al-Malik ibn Qasim d. Unknown
13

من تواضع لله رفعه

من تواضع لله رفعه

Penerbit

دار القاسم

Genre-genre

المفعول به للفاعل، وتواضع طالب كل حظ لمن يرجو نيل حظه منه، فهذا كله ضعة لا تواضع، والله سبحانه يحب التواضع ويبغض الضعة والمهانة (١). قال سفيان بن عيينة: من كانت معصيته في شهوة فارج له التوبة، فإن آدم ﵇ عصى مشتهيًا فغفر له، فإذا كانت معصيته من كبر فاخش عليه اللعنة، فإن إبليس عصى مستكبرًا فلعن (٢). وآفة حب الثناء والمدح التي يحبها البعض بل ويبحث عنها ويحث عليها - ما موقعها بين حال السلف؟ ! وعلى أي حال كانوا يقبلونها؟ ! وأي منزلة ينزلونها؟ ! قال مطرف بن عبد الله: ما مدحني أحد قط إلا تصاغرت إلى نفسي (٣). وما ذاك إلا لمعرفتهم بحقارة أنفسهم في جنب الله، وتواضعهم لجلاله، ومحاسبة أنفسهم ومعرفتهم بتقصيرهم وزللهم! ! أخي المسلم: عجبت لمن يعجب بصورته، ويختال في مشيته، وينسى مبدأ أمره. إنما أوله لقمة، ضمت إليها جرعة ماء، فإن شئت فقل كسيرة

(١) كتاب الروح، ص ٢٧٣. (٢) مختصر منهاج القاصدين، ص ٢٤٧. (٣) صفة الصفوة ٣/ ٢٢٣.

1 / 15