29

الرفعة في بعض متون فقه المذاهب الأربعة

الرفعة في بعض متون فقه المذاهب الأربعة

Penerbit

دار عمار للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٤١ هـ -٢٠٢٠ م

Genre-genre

سَادِسًا: أَهِمِّيَّةُ الْمُتُونِ: كَانَ السَّلَفُ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى يَحْرِصُونَ عَلَى حِفْظِ الْمُتُونِ حِرْصًا شَدِيدًا، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَخَصَّصَ فِي عِلْمٍ بَحَثَ عَنْ مَتْنٍ لَهُ لِيَحْفَظَهُ وَيَضْبِطَهُ؛ لَأَنَّ حِفْظَ الْمَتْنِ يُسَهِّلُ الْعِلْمَ، قَالَ الْإِمَامُ السَّفَارِينِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وَصَارَ مِنْ عَادَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ ... أَنْ يَعْتَنُوا فِي سَبْرِ ذَا بِالنَّظْمِ لِأَنَّهُ يَسْهُلُ لِلْحِفْظِ كَمَا ... يَرُوقُ لِلْسَّمْعِ وَيَشْفِي مِنْ ظَمَا فَلَا يَكُونُ الْإِنْسَانُ إِمَامًا حَتَّى يَحْفَظَ، لِأَنَّ عَقْلَ الْإِنْسَانِ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى الْمُعْلُومَاتِ مَهَمَا بَلَغَ ذَكَاؤُهُ، لِذَا فَقَدْ قَامَ الْعُلَمَاءُ بِجَمْعِ الْمَعْلُومَاتِ فِي كُلِّ فَنٍّ بِالنَّظْمِ وَالتَّرْتِيبِ لِيَسْهُلَ اسْتِحْضَارُهُ فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ. وَالْمُتُونُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ نَوْعَانِ: فَمِنْهَا نَثْرٌ وَمِنْهَا شِعْرٌ، وَالْعَرَبُ تُحِبُّ الْشِّعْرَ وَتُقَدِّمُهُ عَلَى النَّثْرِ، وَمِنْ هُنَا انْتَشَرَتِ الْمَنْظُومَاتُ الشِّعْرِيَّةُ فِي فُنُونِ الْعِلْمِ.

1 / 29