177

كشف شبهات الصوفية

كشف شبهات الصوفية

Penerbit

مكتبة دار العلوم

Lokasi Penerbit

البحيرة (مصر)

Genre-genre

رِضْوَانَهُ﴾ أي ما رضيه الله. ﴿سُبُلَ السَّلامِ﴾ طرق السلامة الموصلة إلى دار السلام المنزهة عن كل آفة، والمؤمنة من كل مخافة، وهي الجنة».
وقال أيضًا: «وقد سمى الله تعالى كتابه نورًا فقال: ﴿وأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًَا مُبِينًا﴾ (النساء: ١٧٤) وسمى نبيه نورًا فقال: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾. (المائدة: ١٥).وهذا لأن الكتاب يهدي ويبين، وكذلك الرسول ﵌».ا. هـ بتصرف يسير».
* وكونه ﵌ نورًا أمر معنوي، مثل تسمية القرآن نورًا؛ قال الله ﷿: ﴿فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: «يقول تعالى ذكره: فصدّقوا بالله ورسوله أيها المشركون المكذّبون بالبعث، وبإخباره إياكم أنكم مبعوثون من بعد مماتكم، وأنكم من بعد بلائكم تنشرون من قبوركم، ﴿وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا﴾ يقول: وآمنوا بالنور الذي أنزلنا، وهو هذا القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد ﵌».
الشبهة الثانية: ما رواه ابن إسحاق وعنه الحاكم وقال: (صحيح الإسناد): «... ورؤيا أمي الذي رأت حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت لها قصور الشام». وفي رواية: «رأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام»
الجواب: هذه رؤيا منام وليس فيها أن النبي ﵌ كان نورًا حسيًا.
ويؤيد ذلك قوله ﵌: «أخذ الله ﷿ مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم، وبشر بي عيسى ابن مريم، ورأت أمي في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام». [عزاه السيوطي في (الجامع الصغير) إلى ابن مردويه والطبراني في (الكبير) وأبي نعيم في (الدلائل)، وحسنه الألباني في (صحيح الجامع الصغير)].
الشبهة الثالثة: ماورد عن بعض الصحابة من أن وجه النبي ﵌ كان مثل القمر.
كما في البخاري عن كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ أنه قال «... وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﵌ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ»

1 / 205