139

Ibu Kota

أم القرى

Penerbit

دار الرائد العربي

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

Lokasi Penerbit

لبنان/ بيروت

قُرُون، وَلَا أَن يلْتَزم أهل الغرب بقانون أهل الشرق. وَعِنْدِي أَن هَذَا التَّضْيِيق قد استلزم مَا هُوَ مشَاهد عنْدكُمْ من ضعف حُرْمَة الشَّرْع الْمُقَدّس. ثمَّ قَالَ " المستشرق " وأعيد قولي أَنكُمْ تحبون أَن تكلفوا أَنفسكُم بِمَا لم يكلفكم بِهِ الله، وَلَو أَن فِي الزِّيَادَات خيرا لاختارها الله لكم وَلم يمنعكم مِنْهَا بقوله تَعَالَى: ﴿مَا فرطنا فِي الْكتاب من شَيْء﴾ أَي مِمَّا يتَعَلَّق بِالدّينِ، وَقَوله تَعَالَى: ﴿الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي ورضيت لكم الْإِسْلَام دينا﴾ . وَقَوله تَعَالَى: ﴿تِلْكَ حُدُود الله فَلَا تعتدوها وَمن يَتَعَدَّ حُدُود الله فَأُولَئِك هم الظَّالِمُونَ﴾ . وَلَكِن، علم الله، الْخَيْر فِي الْقدر الَّذِي هدَاكُمْ إِلَيْهِ، وَترك لكم الْخِيَار على وَجه الْإِبَاحَة فِي بَاقِي شئونكم لتوفقوها على مقتضيات الزَّمَان أبي الْغَيْر وموجبات الْأَحْوَال الَّتِي لَا تَسْتَقِر، فبناء عَلَيْهِ، إِذا أتيتم أَكثر أَعمالكُم الحيوية باطمئنان قلب بإباحتها، يكون خيرا من أَن تأتوها وَأَنْتُم حيارى لَا تَدْرُونَ هَل أصبْتُم فِيهَا أم خالفتم أَمر الله، فتعيشون وأفئدتكم هَوَاء، تحاذرون فِي الدّين شُؤْم الْمُخَالفَة وَفِي الْآخِرَة عذَابا

1 / 141