Umara Bihar Fi Usul Misri
أمراء البحار في الأسطول المصري في
Genre-genre
ولعل أبلغ مثل نضربه لما كان يمتاز به محمد علي باشا وعهده من التوفر على العدل ونبذ كل محسوبية إنما هذه الرسالة التي أرسلها إلى مصطفى مطوش باشا في 26 فبراير سنة 1837، وفيها ذكر له «أنه اطلع على شقته المؤرخة 15 الجاري المرغوب بها استخراج رأيه عمن يجري تنصيبه بدل الخواجة فرباس حيكمباشا مستشفى البحرية المستعفي من كل من الشيخ نصر والشيخ إبراهيم وصبون ساكي الحكماء، وبناء عليه ولكونه علم من سياق إشعاره مساواة درجاتهم في الامتحان والأخلاق، فلأجل عدم مغدورية أحد منهم يلزم عمل قرعة بينهم وتنصيب من تصادفه.»
وفي خلال سنة 1837 أصدر محمد علي باشا إلى ناظر المدارس أوامره - بناء على طلب مطوش باشا - بطبع ألفي نسخة من كتاب «الفنون البحرية» حتى يعم نفعه كل من اهتم بشئون البحر.
وفي 28 يونيو سنة 1837 ركب محمد علي باشا البحر إذ أبحر على السفينة «بيلان» متجها نحو جزيرة كريت، في حين أقلعت السفينة «حمص» بنجله إبراهيم باشا في اليوم الثالث من شهر يوليو قاصدة ميناء بيروت. وبعد رحلة استغرقت ستة عشر يوما وصل الوالي إلى كانديا ونزل إليها في يوم 18 أغسطس. وفي اليوم السابق على مغادرته - أي في يوم 27 أغسطس سنة 1837 - قدمت إلى كريت سفينتان وأربع فرقاطات وقرويتان وإبريقان بقيادة مطوش باشا، وأقلع مجموعها في اليوم التالي نحو السودا. وقد تنقل محمد علي باشا في ربوع جزيرة كريت إلى أن عاد بمفرده إلى الإسكندرية في اليوم الثالث من سبتمبر، ولم تصل الوحدات الأخرى إلا في الرابع والعشرين من نوفمبر سنة 1837.
وفي غضون سنة 1838 عقد أمير البحار مطوش باشا لواءه على السفينة «عكا» ثم على السفينة «بيلان» ابتداء من يوم 24 أغسطس.
وفي منتصف شهر سبتمبر قدم محمد علي باشا إلى الجهة الراسية فيها قطع الأسطول وعرض مختلف وحداتها قبل سفره إلى الوجه القبلي وزيارته للسودان ولسنار.
ولعل آخر رحلة قام بها محمد علي باشا مع مطوش باشا تلك الرحلة القصيرة التي لم تتجاوز الثلاثة أيام - من 17 إلى 20 سبتمبر سنة 1842 - ولم تنقض عليها إلا بضعة شهور حتى لاقى مصطفى مطوش باشا وجه ربه في غضون سنة 1843 بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال في خدمة البحرية المصرية التي أدار دفتها تسع سنوات كاملات. ودفن في الإسكندرية في ضريح بالقرب من مسجد أبي العباس المرسي.
وقد وصفه الأميرال دوران فييل في تلك الكلمة الوجيزة البليغة:
Motouch ne fut pas indigne de sa fortune et son nom mérite d’être conservé.
4
وتعريبها:
Halaman tidak diketahui