Sasterawan Arab di Zaman Jahiliah dan Awal Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Genre-genre
ومدح النابغة الغساسنة برقة نعالهم ليدل على ملوكيتهم وترفهم، وأنهم لا يخرجون من منازلهم إلا راكبين على خيولهم، فما يحتاجون إلى لبس النعال الغليظة.
ومثل هذا ما نرى من استنكار الأشراف لمآكل يجدون فيها غضاضة، فيبتعدون عنها، ويأنفون من أكلها، فيمدحون بهذه العفة، كما مدح النجاشي هند بن عاصم؛ لأن قومه لا يأكلون الأدمغة وهي ليست طعام السادات والملوك: «ولا تنتقي المخ الذي في الجماجم.»
وحمدوا جوار شخص وذموا جوار آخر بمقدار ما يحسن أو لا يحسن قرى جيرانه، ومن هنا مدح الكرام بنيرانهم وكلابهم ورمادهم. فالنار توقد ليلا لهداية الضيفان، ولا يوقدها إلا السخي الجواد الذي يكثر رماده لكثرة طبائخه، قال الحطيئة:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره
تجد خير نار عندها خير موقد
والكلاب تنبح لتهدي الطارق إلى المنزل، ولكنها لا تنبح في وجهه إذا أقبل. قال حسان بن ثابت في الغساسنة:
يغشون حتى ما تهر كلابهم
لا يسألون عن السواد المقبل
ولا يختلف مدح الملوك في اعتماد هذه الفضائل عن مدح السادات، فإن الشعراء الذين مدحوا الغساسنة والمناذرة أفاضوا في ذكر حروبهم وانتصاراتهم، وجودهم وضيافاتهم، وحلمهم وهيبتهم في النفوس؛ لأن ملوك الشام والعراق لم يبتعدوا بذهنيتهم عن سيد القبيلة، وإن أصابوا طرفا من الحضارة. فالمدح الذي يصلح لصاحب القبة الحمراء، يصلح أيضا لأمير جلق والبريص، ولرب الخورنق والسدير.
وكان ملوك غسان ولخم يقربون شعراء البادية، ويجزلون لهم الصلات ليتغنوا بعظماتهم في الأحياء القريبة والبعيدة، فيتمكن سلطانهم في نفوسها، وينبسط نفوذهم على عشائرها؛ لأنهم كانوا يحتاجون إلى مؤازرتها في حروبهم واقتصادياتهم، وحراسة قوافلهم، فقضت عليهم السياسة بتقريب شعرائها وإكرامهم للاستفادة من مدائحهم وسيرورة أشعارهم، كما قضت عليهم بذلك ذهنية العربي في ارتياحه إلى الحمد والثناء. فمدحهم الشعراء مثل مدحهم لسادات قبائلهم، وأضفوا عليهم سوابغ الأوصاف التي تعودناها منهم تحت الخيام. وإذا كان من خلاف بين المدح البدوي والمدح الحضري، فإنما هو يقتصر على صفات لا توحي بها خيمة الأعرابي وطلله، ولا حياته الاجتماعية، كوصف النابغة للفرات في مدح النعمان، وتشبيه عظمته بعظمة سليمان، أو ذكر القصور المنيفة في المدن والعواصم، كقول الأسود بن يعفر في آل محرق وبني إياد:
Halaman tidak diketahui