Sasterawan Arab di Zaman Jahiliah dan Awal Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Genre-genre
فهذه المجامع بما لها من صبغة أدبية على حالتيها الدينية والتجارية، مشت محمودة الخطى إلى توحيد لسان عدنان. فصار الشعراء والخطباء يختارون الألفاظ التي يألفها القبائل على اختلاف لهجاتهم، ويهملون مستقبح الكلمات والانحرافات، فنشأت عن ذلك لغة أدبية مهذبة عرفت بلغة قريش؛ لما لتلك القبيلة من نفوذ ديني واقتصادي في مكة وعكاظ، واقتصر انحراف اللهجات أو كاد يقتصر على لغة التخاطب، وامتد سلطان الأدب إلى الجنوب؛ لاختلاط القبائل بعضها ببعض في مهاجراتها وأسفارها وشهودها المواسم؛ ثم لسيادة لسان عدنان بعد ضعف لسان حمير؛ ولذلك استطاعت وفود اليمن أن تفهم القرآن، وتجادل النبي فيه، ونزول القرآن بلغة قريش وطد سلطانها، وجعل كل لهجة تغايرها تنهزم أمامها.
ولسان العرب في جاهليتهم يمثل حالتهم الفطرية أصدق تمثيل بما له من ثروة متسعة في الألفاظ الدالة على حياة البداوة، وحدود مرافقها المادية، وبما به من فقر إلى أوضاع تعبر عن الشئون الحضرية المتنوعة، وفوارق الحالات النفسية الدقيقة، ومختلف العلوم والآداب والفنون.
ومع أن العرب اختلطوا في أسفارهم بالأمم المتحضرة، وشاهدوا عن كثب أسباب عمرانها، لم يتأثروا بها تأثرا بليغا؛ لأنهم لم يطلبوا العلم عندها لما هم عليه من الأمية والبداوة، بل اجتزءوا بالبيع والشراء، فكان ما أخذوه من الألفاظ العجمية وعربوه ليسدوا به ثلمة لغتهم، قليلا جدا بالإضافة إلى كثرة حاجاتها.
والألفاظ الدخيلة على اللغة أخذت في الغالب من الفارسية والرومية والهندية، وأكثرها يختص بالأدوات والمنسوجات والشجر والعقاقير، جاءت بها قوافل التجار وأصحاب الرحلات؛ ومن العبرانية والسريانية والحبشية، ولا سيما الألفاظ التي لها علاقة بالدين، أدخلها اليهود والنصارى الذين خالطوا العرب في الحجاز واليمن وأمصار الشام والعراق.
وطبيعي أن تكون لغة العرب المتحضرة في اليمن وعمان والبحرين والحيرة والشام أكثر اتساعا لمعاني الاجتماع والعمران من لغة أهل الوبر في الشمال، غير أنها لم تصل إلينا في جملتها؛ لأن الذين جمعوا اللغة من المسلمين، أهل البصرة والكوفة، نبذوا كل لغة تخالف لغة القرآن، واقتصروا على اللسان المضري، ينقلون ألفاظه وتراكيبه عن قبائل مضرية خالصة البداوة، ما جاورت الأعاجم ولا خالطتهم، كتميم وقيس وأسد وكنانة وهذيل، ولم ينقلوا عن سكان الحواضر، ولا عن سكان البراري المجاورة للأمم الغربية، فحرموا اللغة أوضاعا كثيرة تفتقر إليها. ولم يخلص إلينا من الألفاظ الدخيلة إلا ما تكلمت به هذه القبائل، أو جرى على ألسنة الشعراء. أو أثبته القرآن.
45
واللغه الجاهلية قوية التعبير، لا تخلو من خشونة البداوة وغرابة اللفظ، كثيرة الإيجاز، حافلة بضروب الكناية والمجاز، تسلس للشعر والوصف والاندفاعات الخطابية، ولا تلين للعلوم والآداب والفنون. (4-2) الكتابة
غلبت الأمية على العرب في جاهليتهم، ولا سيما عرب البادية؛ لأن حياتهم الفطرية في حدودها السياسية والاجتماعية لم تتسع لصناعة الكتابة التي إنما تنشأ بنشوء الجماعة المنظمة، وتنمو بنمو القوى المفكرة، وتعظم بعظم الحاجة إليها. بيد أن سكان الحواضر من أهل اليمن اصطنعوا الكتابة لما هم عليه من تقدم العمران، ويعرف خطهم بالمسند الحميري؛ حروفه منفصلة، وفيه شبه بالكتابة الحبشية، ومنه تفرع الخط الكوفي. وترك اليمانون من آثارهم نقوشا حجرية يرجع أبعدها عهدا إلى المائة الثامنة قبل المسيح،
46
كشف عنها المنقبون الأوروبيون من إنكليز وألمان وفرنسيين في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وجعلت أساسا للبحث التاريخي في مدينتي سبأ وحمير.
Halaman tidak diketahui