Sasterawan Arab dalam Zaman Abbasiyyah
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genre-genre
96
ويقول أيضا:
وإني جدير أن أخاف وأتقي
وإن كنت لم أشرك بذي العرش ثانيا
وهذا البيت يظهر لنا الشاعر كبير الذنب، ولكنه صادق في عقيدته، مخلص لإسلامه.
هجوه
لم يعن أبو تمام بالهجو السياسي؛ لأنه كان علوي النزعة، مقربا من العباسيين، فلم يتأت له أن يهجو الشيعة ولا بني العباس، وكان عظيم الحظوة عند الأمراء وأكثرهم من الموالي؛ فأقصر عن هجاء الشعوبية، والرد على شعرائها الذين أفحشوا في تعيير العرب، واقتصر على هجاء الشعراء الذين تعرضوا له حسدا، فعابوا شعره ورموه بالسرقة والانتحال، واقتصر أيضا على هجاء طائفة من الفتيان الذين صحبوه ثم ملوا صحبته؛ فندد بهم ونشر مخازيهم، وجاء هجوه لهم مفعما بالغيرة الخانقة، وحب الاستئثار، وهجاؤه - في جملته - غير بريء من التعهر وانتهاك الحرمات، وهو إلى ذلك سهل الألفاظ، قليل التكلف، عاطفي يجري مع الطبع.
حكمه وآراؤه
ليس لأبي تمام شعر خاص بالحكمة، وإنما كان يبث حكمه في قصائده على اختلاف أغراضها، وكانت كتب الفلسفة والمنطق قد نقلت عن اليونانية، واطلع عليها الناس فشغفوا بها؛ فسبق أبو تمام الشعراء إلى الاستفادة منها، فغاص على معانيها الدقيقة، واستخرجها من أبعد أغوارها، وجعل المنطق له إماما، فأكثر من الأخذ بالأدلة العقلية، وأرسلها حكما وأمثالا، حتى روي له منها ما يربي على مائتي بيت.
فالحكمة في شعر أبي تمام لا تقتصر على اختباراته لحوادث الأيام وتجاربها شأن الشاعر الجاهلي، بل تتعداها إلى التفكير الصحيح؛ لأنه كان يتطلبها بإلحاف، ويتعمدها أكثر مما يأتي بها عفوا.
Halaman tidak diketahui