Sasterawan Arab dalam Zaman Abbasiyyah
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genre-genre
وله قصيدة قالها في ابن هبيرة - عامل العراق - عند مسيره إلى محاربة الخوارج، فأثار بها الحماسة في صدور الرجال، وقد استهلها بالغزل على الطريقة القديمة، وأخرجها جزلة الألفاظ قوية التعبير على تصوير بليغ لزحف الجيش، ووقع السيوف، وانكسار العدو، وحسبك منها تشبيه السيوف تحت الغبار بالشهب الساقطة في الظلام، ثم ذلك التقسيم البديع في تصوير الجيش المنهزم؛ فقد جمع فيه ما يلقاه المغلوب من نتائج الحرب ووخيم مغباتها: «فريق في الإسار ومثله قتيل، ومثل لاذ بالبحر هاربه»، ويجمل بنا ألا نغفل عن حسن الصنعة في استعارته العتاب للقتال في قوله: «مشينا إليه بالسيوف نعاتبه»، وكان بوسعه أن يقول نضاربه أو نحاربه، ولكن الاستعارة هنا أبلغ وأوقع في النفس، وفيها من دقة المعنى وبراعة المدلول شيء كثير، وأي عتاب أشد من عتاب تنتضى فيه الصوارم بدلا من الألسنة؟!
الرثاء
لم يصل إلينا من رثاء بشار إلا شيء قليل، ونحسب أن الشاعر لم يحفل بهذا الفن لقلة الانتفاع به؛ فهو إنما كان يعنى بإرضاء ممدوحه حيا ليكتسب منه، ولم يكن يهمه أن يمدحه ميتا إن لم يتوقع خيرا من بعد ذلك.
وكأن بغضه للناس أمات فيه عاطفة الحزن واللوعة، فما كان يجزع على فقيد حتى يرثيه رثاء صادقا؛ فنفس بشار أصلب من أن ترثي لمصائب الناس، وقد رثى عمر بن حفص العتكي
39
وكان محسنا إليه، فوفق بعض التوفيق، وأصيب بولده فجزع لموته، ولكن نفسه أبت عليه التفجع والإرنان، فلم يستطع رثاءه بأحسن مما رثى به العتكي.
وكان له عصبة من الأصدقاء الخلعاء يصاحبونه في مجالس لهوه، فلما نزلت بهم صروف الدهر شعر بفراغ حوله، فشجاه فراقهم، فرثاهم بقصيدة يقول فيها:
كيف يصفو لي النعيم وحيدا
والأخلاء في المقابر هام
40
Halaman tidak diketahui