315

Sasterawan Arab dalam Zaman Abbasiyyah

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Genre-genre

وكأين عرض لأقوال غيره من الكتاب فطعن عليها، وازدراها كما فعل بالحريري وابن نباتة الخطيب، فإنه عاب سجعهما من أجل تكرير المعنى بالفاصلتين المزدوجتين. وعاب مثل ذلك على أيمة المترسلين كابن العميد والصابي والصاحب بن عباد.

وعرض للشعراء، فأدرك عليهم ما عاب من أقوالهم، واستهزأ بمن يتعصب لبعضهم حتى لا يرى له عيبا، فعله بالمتنبي وأبي العلاء، فإنه أورد هذا البيت لأبي الطيب:

فلا يبرم الأمر الذي هو حالل

ولا يحلل الأمر الذي هو يبرم

وقال: «فلفظة حالل نافرة عن موضعها، وكانت له مندوحة لو استعمل عوضا عنها كلمة ناقض. وجعل لا ينقض موضع لا يحلل.» ا.ه. ثم قال: «وبلغني عن أبي العلاء بن سليمان المعري أنه كان يتعصب لأبي الطيب حتى إنه كان يسميه الشاعر ويسمي غيره من الشعراء باسمه. وكان يقول: «ليس في شعره لفظة يمكن أن يقوم عنها ما هو في معناها، فيجيء حسنا مثلها.» فيا ليت شعري أما وقف على هذا البيت المشار إليه؟ لكن الهوى - كما يقال - أعمى، وكان أبو العلاء أعمى العين خلقة، وأعماها عصبية، فاجتمع له العمى من جهتين.» ا.ه.

وفي كلامه على علم البلاغة لا ينفك يذكر أقوال من تقدمه من علماء البيان، ويظهر خطأها، وضعف مدلولها، وقصر نظرهم فيها. ثم يذكر أقواله، ويدل بها، ويباهي أنه استنبطها، وفتحت له كنوزها، ولم يسبق إليها. وإذا سبقه أحد إلى رأي يريد أن يتبناه، لا يكذب أن يجد فيه عوجا، ليكون له الفضل في تقويمه. ومثل هذه الأشياء كثيرة في المثل السائر، وهي تصور أدق تصوير عجرفة صاحبه، وشدة غروره.

على أنه لا بد لنا أن ننصف ابن الأثير فنقول: إن أقواله في البيان، واستنباطاته لأحكامه، تدل على علم صحيح، وذكاء عجيب، وقوة استنتاج. ولكن حب المعارضة كان يدفعه إلى الإفراط في المخالفة، فما يأمن الزلل بعض الأحيان، مثال ذلك: «فإن قيل: «إنك قلت إن الفصيح من الألفاظ هو الظاهر البين؛ أي المفهوم. ونرى من آيات القرآن ما لا يفهم ما تضمنه من المعنى إلا باستنباط وتفسير. وتلك الآيات فصيحة لا محالة، وهذا بخلاف ما ذكرته.» قلت: لأن الآيات التي تستنبط وتحتاج إلى تفسير ليس شيء منها إلا ومفردات ألفاظه كلها ظاهرة واضحة، وإنما التفسير يقع في غموض المعنى من جهة التركيب لا من جهة ألفاظه المفردة؛ لأن معنى المفردة يتداخل في التركيب، ويصير له هيئة تخصه. وهذا ليس قدحا في فصاحة تلك الألفاظ؛ لأنها إذا اعتبرت لفظة لفظة، وجدت كلها فصيحة؛ أي واضحة ظاهرة.» ا.ه.

فهذا القول بين الضعف؛ لأن الغريب في القرآن موجود، وقد صنفت فيه الكتب منذ القرون الإسلامية الأولى، يوم كان الناس يتخاطبون باللغة الفصحى ولا يضيقون ذرعا بالألفاظ الغريبة. فأنى لابن الأثير أن ينكره، وهو في عصر ضعفت لغة أبنائه، وفشت بينهم اللهجات العامية. وهبه كان له من العلم بكلام العرب ما يجعل ألفاظ القرآن كلها بينة مفهومة عنده، أفينبغي له أن ينفي الفصاحة عن الغريب، وهو إضافي بين عصر وعصر، وشخص وآخر؟ وماذا يضير فصاحته إذا لطف لفظه، وحس وقعه، وسهل مساغه كغريب القرآن؟

إنشاؤه

يختلف إنشاء ضياء الدين في المثل السائر عنه في رسائله، فبينا هو في الرسائل يلتزم السجع والمحسنات البديعية، إذا به في المثل السائر يبتعد عنها كل البعد، فما تمر بسجع أو وشي إلا عرضا، فإنشاؤه فيه، ظاهر الطبعية، سهل العبارة، واضح الأسلوب، بريء من التعقيد والإغراب، غالب عليه الإسهاب، فكأن صاحبه أستاذ يعنى بشرح درسه، وإيضاحه، وتعليله، ليجعله مفهوما، قريبا من الأذهان.

Halaman tidak diketahui