Sasterawan Arab dalam Zaman Abbasiyyah
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genre-genre
قال الأصمعي: «كان بشار ضخما، عظيم الخلق والوجه، مجدورا، طويلا، جاحظ المقلتين، قد تغشاهما لحم أحمر؛ فكان أقبح الناس عمى، وأفظعه منظرا، وكان إذا أراد أن ينشد صفق بيديه، وتنحنح وبصق عن يمينه وشماله، وكان أشد الناس تبرما بالناس، وكان يقول: «الحمد لله الذي ذهب ببصري لئلا أرى من أبغض».» ا.ه.
وكان فاسقا شديد التعهر، محبا للهو، مدمنا للخمرة، يلتمس اللذة ويجد في طلبها، ويهوى النساء لأجلها، لا شغفا بالجمال وهو لا يراه، ولم يخلص في حبه لامرأة؛ لأن عاطفته الحيوانية كانت تحمله على الإسراف في الاستمتاع وطلب الجديد منه؛ فيستخدم شعره في إفساد النساء، وحضهن على الفحش؛ ليتاح له التنقل من صاحبة إلى صاحبة.
وكان متكبرا كثير الاعتداد بنفسه، لا يرى فوقه شاعرا ولا عالما، وتكبره جعله شديد الافتخار بنسبه حتى لا يجد له معادلا غير قريش وكسرى، وجعله يشبب بجمال صورته على ما فيها من دمامة وقبح فيقول:
وإني لأغني مقام الفتى
وأصبي الفتاة فما تعتصم
27
ويرد على أبي دلامة الشاعر عندما عيره القبح، فيقول في وصف نفسه: «إني لطويل القامة، عظيم الهامة، تام الألواح، أسجح الخدين.»
28
وهذا الكبر ولد فيه احتقارا للناس، كما ولد فيه العمى كرها لهم؛ فكان شديد النقمة عليهم لتمتعهم بالنظر دونه وهو يرى أنه خيرهم، وكل ذي عاهة جبار، وبغضه للناس واحتقاره لهم جعلاه كثير التهكم بهم، قليل الأدب في مجالستهم.
والسخرية صفة لازمة لبشار، فإنه يستهزئ بكل شيء ويسخر من كل شيء، وتهكمه جارح مؤلم، وقد يبلغ به حد القحة فما يستحيي أن يتنادر على خال الخليفة وهو في حضرته. قال أبو الفرج: دخل يزيد بن منصور الحميري على المهدي، وبشار بين يديه ينشده قصيدة امتدحه بها، فلما فرغ منها أقبل عليه يزيد بن منصور الحميري وكانت فيه غفلة، فقال له: «يا شيخ ما صناعتك؟» فقال: «أثقب اللؤلؤ.» فضحك المهدي ثم قال لبشار: «اعزب، ويلك! أتتنادر على خالي؟!» فقال له: «وما أصنع به، يرى شيخا أعمى ينشد الخليفة شعرا، ويسأله عن صناعته!»
Halaman tidak diketahui