Sasterawan Arab dalam Zaman Abbasiyyah
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genre-genre
وغير عزيز على بديع الزمان أن يأتي بمثل هذه القصيدة على جلالتها، فإن له في شعره الذي يجري به طبعه ما يشبهها، كقصيدته التي رد بها على الشاعر الشعوبي، ودافع عن العرب. وليس لنا اعتراض على ما فيها من وصف وتصوير؛ لأنهما ميزة الهمذاني في رسائله ومقاماته. على أننا نعجب لبشر وهو الصعلوك الجاهلي، كيف عرف الكتابة، فكتب قصيدته بدم الأسد على قميصه، في حين أن وجوه قبائل البدو كانوا أميين يومئذ، وندر وجود الكتاب فيهم. أفما كان ينبغي للمدرسة التي خرجت بشر بن عوانة أن لا تضن بعلومها على زملائه السليك، والشنفرى، وتأبط شرا؟
وأرسل بشر القميص إلى ابنة عمه لتقرأ القصيدة، ولا نعلم من كان رسوله إليها؛ لأن صاحب المقامات لم يذكره ولا ذكره من أرخ بشرا بعده. غير أننا نعلم أن بشرا ذهب يطلب النوق منفردا، وسلك طريقا تحامت عنه العرب.
ولكن وصلت القصيدة إلى ابنة عمه، وقرأها عمه، ففاضت عاطفته فجأة، واحتل حب بشر قلبه على حين غرة، وندم على ما فعل، وخشي أن تغتاله الحية، فجد في أثره، مخاطرا بنفسه. وبلغه وقد ملكته سورة الحية.
27
وإدراكه إياه على هذه الصورة يجعل القصة أشد تأثيرا في النفس. «فلما رأى عمه أخذته حمية الجاهلية، فجعل يده في فم الحية، وحكم سيفه فيها.»
وكان ختام هذه القصة أطروفة في غاية اللطف والفكاهة، بينة الإغراب والاصطناع: «فلما رجع جعل بشر يملأ فمه فخرا حتى طلع أمرد كشق القمر على فرسه؛ مدججا في سلاحه، فقال بشر: «يا عم إني أسمع حس صيد.» وخرج فإذا بغلام على قيد،
28
فقال: «ثكلتك أمك يا بشر! أن قتلت دودة وبهيمة تملأ ماضغيك
29
فخرا. أنت في أمان إن سلمت عمك.» فبارزه بشر، فقهره الغلام ولو شاء لقتله. ثم قال: «يا بشر سلم عمك واذهب في أمان.» قال: «نعم، ولكن بشريطة أن تقول لي من أنت؟» فقال: «أنا ابنك!» فقال: «يا سبحان الله! ما قارنت عقيلة قط، فأنى هذه المنحة؟» فقال: «أنا ابن المرأة التي دلتك على ابنة عمك.» فقال بشر: «تلك العصا من هذه العصية
Halaman tidak diketahui