202

Sasterawan Arab dalam Zaman Abbasiyyah

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Genre-genre

وحدثت فتن في بغداد سنة 334ه/945م؛ فانتهز أحمد بن بويه الفرصة فاحتلها وأزال سلطة الأتراك عنها.

وكانت الخلافة بيد المستكفي، فعنا لسلطان ابن بويه وضرب السكة باسمه، ولقبه بمعز الدولة، ولقب أخاه الحسن بركن الدولة، وأخاه عليا بعماد الدولة. ثم استراب معز الدولة بالمستكفي فوثب عليه وسمله، وبايع الفضل بن المقتدر ولقبه المطيع لله. ولما بلغ الحمدانيين ما فعل المعز جاءوا من الموصل لقتاله، فخرج للقائهم، فدخلوا بغداد، فلم يطمئن للمعز بها مضجع إلا سنة 335ه/946م بعد أن استنقذها منهم.

ولم يكن لعماد الدولة أمير فارس ولد ذكر، فتبنى عضد الدولة ابن أخيه ركن الدولة، فاستولى بعده على فارس وأقام بشيراز. ثم مات أبوه ركن الدولة أمير أصفهان فضم مملكته إليه. ثم مات معز الدولة في بغداد وانتقل ملكه إلى ولده بختيار. وكان ضعيفا، سيئ السيرة، قليل الحيلة؛ فسار عضد الدولة إلى بغداد ودخلها سنة 367ه/977م ووحد دولة البويهيين، وخطب له على منابرها، ولم يخطب لأحد قبله غير الخليفة. ثم ملك الموصل من بني حمدان، وعاش مرهوب الجانب، منبسط السلطان، حتى أتاه اليقين، فتوفي ببغداد سنة 372ه/982م.

ولدولة بني بويه فضل كبير على العلم وذويه؛ فإنهم أباحوا حرية التفكير، وشدوا أزر العلماء، فظهرت على عهدهم فلسفة إخوان الصفاء في البصرة وبغداد، ونبغ الشيخ الرئيس ابن سينا. وأفاضوا من سيبهم على الشعراء والكتاب، فضربوا إليهم آباط الإبل من الأمصار البعيدة، وقصدهم أمثال المتنبي وأبي إسحاق الصابئ. وعرف بالشعر جماعة منهم كعضد الدولة وتاج الدولة.

وبلغ بهم حبهم للعلم أنهم لم يستوزروا غير الكتاب والشعراء؛ فركن الدولة استوزر ابن العميد، وابنه مؤيد الدولة استوزر الصاحب بن عباد.

وكان مؤيد الدولة عاملا لأخيه عضد الدولة على الري وهمذان، فلما مات تولى بعده أخوه فخر الدولة فأقر الصاحب في وزارته. وكان وزير معز الدولة الحسن المهلبي الشاعر.

ولم يشأ البويهيون أن يقروا بخلافة الفاطميين في مصر مع أنهم شيعيون مثلهم، وآثروا عليها خلافة العباسيين وهي سنية؛ ذلك بأن الفاطميين كانوا دولة قوية تقبض على السلطة الروحية والسلطة الزمنية معا، والبويهيون - وهم من الفرس - يعنيهم أن يستعيدوا سابق عزهم وسلطانهم، وما يتأتى لهم أن ينفردوا بالأحكام إلا في خلافة مهيضة الجناح كخلافة بني العباس. (4) ميزة العصر

لا يصح لنا أن نسمي هذا العصر عباسيا من الوجهة السياسية، إنما يصح ذلك من الوجهة الفكرية؛ لأن السلطان فيه كان للملوك المستقلين، ولم يبق منه إلا الشيء اليسير لخلافة بني العباس. ولكن العلوم والآداب عباسية خالصة، ترتبط بما تقدمها بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها. وهي وإن يكن لها ميزات جديدة تصطبغ بها وتتلون، فما ذلك إلا رقي بعد نشوء، وتتمة بعد بدء، ونضج بعد إثمار، فليس من فن أو علم في العصر الثالث إلا وقد نشأ ونما وترعرع في حمى العباسيين، فمن العدل أن نسمي العصر عباسيا وإن ولى ملك بني العباس أو كاد.

وهذا العصر يمتاز في شيئين مختلفين؛ أولهما: سوء الحالة السياسية في ممالك الإسلام، واضطراب الأمن في جميع الأمصار، وانتشار الدعوات والفتن والحروب. والثاني: حسن الحالة الفكرية وقيام المدارس والمكاتب، وازدهار العلوم والآداب؛ فإن الأمراء المستقلين لم يقتصر تنابذهم وتحاسدهم على أن يتقاتلوا ويكايد بعضهم بعضا، بل تعدى ذلك إلى التنافس والتباهي بتقريب الشعراء والعلماء، والتزيد في الكتب ودور التدريس، فبذلوا المال، وأجزلوا العطاء. ومالوا إلى التساهل فلم يتحرجوا من حرية القول والتفكير، فاتسع مجال الارتزاق على أهل العلم، فتفرقوا في الممالك المستقلة، وأصبح لهم جملة حواضر ترفه لهم العيش، وتضمن لهم الشهرة، بعد أن كان الرزق والشهرة مقصورين على بغداد، فانبسطت أحوالهم، وفرغوا إلى النظم والتأليف، فنهضوا بالفكر الإسلامي نهضة عظيمة، ونما على أيديهم نضج العلوم والآداب.

ومع أن بعض الدول التي استقلت كانت عجمية الأصل فارسية أو تركية كالبويهية، والسامانية

Halaman tidak diketahui