Types of Patience and Its Domains
أنواع الصبر ومجالاته
Penerbit
مطبعة سفير
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سَلا (١) جزور بني فلان فيأخذه فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم (٢) فأخذه، فلما سجد النبي ﷺ وضعه بين كتفيه، قال: فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعض، وأنا أنظر، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله ﷺ، والنبي ﷺ ساجد ما يرفع رأسه، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة، فجاءت وهي جويرية، فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تشتمهم، فلما قضى النبي ﷺ صلاته، رفع صوته، ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا، ثم قال: «اللهم عليك بقريش» ثلاث مرات، فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال: «اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي مُعيط»، وذكر السابع ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدًا ﷺ بالحق لقد رأيت الذين سمّى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب، قليب بدر (٣).
الصورة السادسة: مع عقبة
ومن أشد ما صنع به المشركون ﷺ ما رواه البخاري في صحيحه عن
_________
(١) السّلا: هو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان، وهي من الآدمية: المشيمة. انظر: شرح النووي، ١٢/ ١٥١.
(٢) هو عقبة بن أبي مُعيط، كما صرح في رواية لمسلم في صحيحه، ٣/ ١٤١٩.
(٣) البخاري مع الفتح، في كتاب الوضوء، باب إذا أُلقيَ على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته، ١/ ٣٤٩، برقم ٢٤٠، ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، ٢/ ١٤١٨، برقم ١٧٩٤.
1 / 43