Warisan Klasik: Pengenalan Ringkas
التراث الكلاسيكي: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
إذن يمكن أن يصلح التراث الكلاسيكي كوسيلة نفكر من خلالها، ويمكن أيضا أن يكون مصدرا للمتعة؛ فمرارا وتكرارا، استكشفت وسائل الترفيه الهادفة للتثقيف أو التسلية الثقافة الإغريقية والرومانية كي تجد توجيها لعالمنا أو من أجل التخيل. على سبيل المثال، نجد أن روايتي ماري رينو «الملك يجب أن يموت» و«ثور البحر» تخلقان في كريت الخرافية في عالم ما قبل التاريخ - قبل حقبة اليونان الكلاسيكية بوقت طويل - «عالما آخر» غريبا، يمكن أن يوجد فيه مجتمع متحرر من المحظورات (خاصة الجنسية). أيضا أحضرت التجسيدات المتعددة لكليوباترا - على الورق أو على خشبة المسرح أو في الأفلام السينمائية، بداية من كلوديت كولبيرت إلى إليزابيث تايلور - إلى الغرب الأوروبي سلسلة قوية التأثير من الرؤى المتعلقة بإغواءات الشرق وفساده، إضافة إلى الصيغة التي لا تقاوم التي تضمن أن سيطرة كليوباترا على ماركوس أنطونيوس الواقع في حبها تنتهي دائما بوفاتها؛ إذ تنتهي القصة دوما باستعادة النظام السياسي الصحيح والتفوق الذكوري. من ناحية أخرى، في القصص المصورة بعنوان «أستريكس» تدور الدائرة دوما على القوي، مثلما يحدث حين تنتصر آخر بقايا القوات الموجودة في آخر ركن حر من بلاد الغال على نحو سحري على فيالق قيصر، وتسخر القصص من الأذهان البليدة والبنية المترهلة لضباط قيصر وجنوده، وفي النهاية يعود هؤلاء إلى قريتهم «الأركادية» كي يحتفلوا ويتناولوا الولائم مثلما يفعلون دوما (كما تذهب الأسطورة انظر الشكل
9-2 ).
شكل 9-2: العودة إلى أركاديا. مع «أستريكس المجالد».
هذه الفوضى من المواد في كل ما لدينا من وسائط تأتينا دون تنظيم أو فرز محدد. ومثلها مثل كل صور التراث الكلاسيكي، تدعو إلى كل أنواع الاستجابات وتشجعها. فيمكننا، على سبيل المثال، أن نختار دراسة طبيعة الإمبريالية الرومانية، وسحقها للحريات القومية، وآليات عدوانها العسكري، أو يمكننا (في الوقت ذاته) أن نختار الاستمتاع بالنكات الموجودة في القصص المصورة عن المحاربين من أجل الحرية، الذين يلقنون الغزاة الحمقى درسا يستحقونه أو درسين. وبالطريقة عينها تقريبا، يمكننا أن نسخر من صورة الرومان المتزمتين، أو نلمس الإثارة التي يحملها شعر كاتولوس عن الشغف والهوى، وفي الوقت ذاته ندرك أنه لم تكن لدراسة الأخلاقيات أو نظرية المعرفة أو الفكر السياسي أن يكتب لها البقاء من دون أعمال أفلاطون وأرسطو والقديس أغسطين. وحتى التعبير الوثني القديم الذي يقول: «ألقوا المسيحيين إلى الأسود» وجد طريقه إلى عالم دعابات الملاعب (مثل عبارة: «النتيجة الآن تشير إلى تقدم الأسود على المسيحيين 250/صفر»)، بينما لا يزال يشهد بالمعاناة التي لاقاها الشهداء المسيحيون على أيدي مضطهديهم من الرومان.
تعلم كيف نتعلم
تعنى دراسة التراث الكلاسيكي بثقافات كاملة، وبالنطاق الكامل لاستجاباتنا نحو تلك الثقافات؛ لذا فهي تهتم بما هو إباحي، أو منحط أو مضحك، تماما مثلما تهتم بما هو تثقيفي أو يدفع للتحسن. في الواقع، وكما اقترحنا، المادة نفسها الآتية من العالم القديم يمكن أن تكون مضحكة ودافعة للتحسن في الوقت ذاته، إباحية وتثقيفية، ويعتمد الفارق بالأساس على الأسئلة المختلفة التي نختار توجيهها عنها، وعلى الطرق المختلفة التي نصوغ بها استجاباتنا.
لكن هذا «النطاق الكامل» من الاستجابات لا يتضمن فقط استجاباتنا حيال العالم القديم نفسه، وإنما أيضا حيال دراسة التراث الكلاسيكي، وحيال الطريقة التي يتم تدريسه بها، وحيال القيم التثقيفية التي يرى أنه يمثلها، وحيال تقاليد البحث المتعلقة به. وهنا أيضا نجد الإعجاب إلى جانب المعارضة الساخرة، والمرح، بل وحتى التسخيف، وهنا أيضا يلعب الأدب والخيال دوريهما، بل وحتى الشعر (كما سنرى). إن دراسة التراث الكلاسيكي، وبخاصة تدريس اللغتين اللاتينية واليونانية، مغروسة بعمق في كل أنواع الصور الحديثة للتعليم والتدريس والثقافة ككل.
من المعروف تماما أن المدارس العتيقة الطراز اعتادت تدريب أطفال الأثرياء على قواعد النحو اللاتيني. فمنذ مائة عام في أغلب المدارس البريطانية العامة لم يكن يدرس الكثير باستثناء اللغتين اللاتينية واليونانية. لم يكن مبرر ذلك بالأساس هو إثارة الأدب القديم التي تفتحت أمام تلميذ يستطيع قراءة اللغة بطلاقة، وإنما عادات العقلانية المنطقية التي كان من المفترض أنها تنطبع في الذهن من التعلم الحريص لكل القواعد النحوية. كانت هناك صناعة فيكتورية صغيرة مكرسة لإنتاج النصوص الدراسية (بعضها لا يزال يستخدم إلى اليوم) من أجل تفسير النقاط الدقيقة لهذه القواعد، ومن أجل تسمية الأجزاء النحوية ووصفها: اسم المصدر والتراكيب المصدرية
amo-amas-amat ، وصيغة الجر، والكلام غير المباشر، وجذر اسم الفعل لكلمة
confiteor ، والعبارة الشرطية في جملة
Halaman tidak diketahui