Warisan Klasik: Pengenalan Ringkas
التراث الكلاسيكي: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
فن إعادة البناء
التخطيط الأساسي
كما رأينا، يركز وصف باوسانياس لباساي على اللقب الذي منح هناك للإله أبوللو؛ لقب «المغيث» أو «المعين». ويعد باوسانياس بالفعل بتفسير هذا اللقب عند أول إشارة له إلى المعبد؛ حين كان يزكي مشهد «التمثال الطويل المصنوع من البرونز البالغ ارتفاعه أربعة أمتار، الذي جلب [من باساي] من أجل تزيين المدينة الكبيرة»، تلك المدينة الرئيسية في أركاديا. وحين يصل في جولته إلى ذلك المكان، يركز دليله الإرشادي حقا، على نحو حصري تقريبا، على السبب وراء اللقب الممنوح لأبوللو. ورغم أن باوسانياس يصر في الفقرة التالية مباشرة على أن وصفه هو التسجيل العفوي الأول للزيارة، فإن قدرا قليلا للغاية منه مستقى من الملاحظة. فهو يخبرنا سريعا أن المعبد مبني من الحجر، من سقف وجدران، وأن ترتيبه الثاني بين كل المعابد في شبه جزيرة بيلوبونيز من حيث الجمال والتناسق. لكن لا يوجد شيء مطلقا عما يوجد داخل المعبد، عدا أن تمثال الإله الذي رآه في المدينة الكبيرة لم يعد موجودا بالمعبد. أيضا لا يذكر باوسانياس شيئا عن الزخارف الموجودة على المعبد من الخارج، سواء أكانت منحوتات أم رسومات، رغم الاحتفاء البالغ الذي يظهره بالمعبد.
التوصيفات الحديثة للموقع لها أولوياتها. وقد تسبب إنقاذ الإفريز، كاملا تقريبا، والفقدان شبه التام لبقية المنحوتات الخاصة بالمعبد لا محالة في تركيز معظم الاهتمام على الإفريز. لكن لا يوجد إجماع على نوعية الاهتمام الذي يستحقه. لا تزال اهتمامات باوسانياس - التاريخ «الديني» تحديدا للموقع والتقدير «الفني» لزخارفه - تشكل جزءا من نطاق اهتمامنا الحالي، لكننا مهتمون أيضا بما ربما يكون باوسانياس قد أخذه كأمر مسلم به، أو حتى اعتبره أقل شأنا من أن يذكر؛ وتحديدا نحن مهتمون بالدور الذي لعبه المعبد في حياة المجتمع المحلي، وما رآه الزائرون في الصور الأسطورية المنحوتة على جدرانه. ورغم أنه ليس من الممكن أن ينظر إلى باوسانياس ببساطة بوصفه ممثلا لرد الفعل «التقليدي» القديم، علينا كذلك ألا نتظاهر بأن أي نظرة حديثة منفردة، حتى نظرتنا، يمكنها أن تمثل كل ردود الفعل.
المعابد اليونانية والرومانية هي أشكال متحفظة للغاية من المباني. والتخطيط الأساسي لهذه المعابد يسهل تمييزه ويمكن العثور عليه في كل مكان عبر العالم الكلاسيكي من إسبانيا إلى سوريا: منصة حجرية مستطيلة، تحمل أعمدة موزعة على مسافات متساوية حول قاعة رئيسية، مقسمة في المعتاد إلى قاعتين، واحدة أمامية منفصلة عن الخلفية، وذلك تحت سقف مصمت. (للاطلاع على التخطيط الأساسي لمعبد باساي، انظر الشكل
7-1 .) وفي المعتاد حملت أجزاء معينة من هذه المعابد زخارف منحوتة؛ فأعلى الأعمدة عند الطرف يوجد دائما سلسلة من ألواح الرخام المنحوتة، وفي جمالونات السقف من الناحيتين الأمامية والخلفية وضعت تجميعة من التماثيل المنحوتة؛ أحيانا دون إتقان، وأحيانا أخرى بدرجة عالية من المهارة، وذلك في التجاويف المثلثة الشكل التي يشكلها انحدار الأفاريز. وداخل القاعة الرئيسية كان يوضع تمثال للإله الذي بني المعبد من أجله، يواجه عادة المدخل الرئيسي، ومن الممكن أن توضع منحوتات أخرى على الطريق إلى هذا التمثال المركزي؛ بحيث تساعد في إعلان ملاءمة المعبد لاستضافة ذلك الإله.
شكل 7-1: مخطط الطابق الأرضي لمعبد باساي؛ حيث (1) تمثال أبوللو، و(2) عمود ذو تاج كورنثي.
كانت غالبية هذه الزخارف ملونة بألوان زاهية؛ فالمنحوتات التي نعجب بها اليوم بسبب رخامها الأبيض المتلألئ كانت مطلية في الأساس بألوان خضراء وزرقاء وحمراء صارخة. وهذا أحد أصعب جوانب المظهر الأصلي لأي معبد قديم يكون علينا تقبله؛ وهذا يرجع جزئيا إلى أنه يتعارض بقوة مع الصورة التي نملكها في أذهاننا عن الكمال الكلاسيكي، أو مع الرؤية الرومانسية الخاصة بمعبد أبيض نقي جاثم في أحضان الجبل. يختلف الأثريون بشأن المقدار المحدد المغطى بالطلاء من أي معبد. والتحليلات الخاصة بالآثار المتبقية من الطلاء ليست حاسمة بعد. يرى البعض أن هذه الألوان أضيفت غالبا للتفاصيل المهمة، بغرض إبرازها وجذب انتباه الرائي إليها، أو أن مسحة بسيطة من الألوان وضعت على خلفية الإفريز كي تجعل التماثيل نفسها تبرز في وضوح. لكن يقترح آخرون في جرأة أكبر أن الطلاء الزاهي وضع على الرخام كله، وهو ما من شأنه أن يقلل تأثير تفاصيل النحت والتجسيم الدقيق الذي نميل اليوم إلى الاحتفاء به. وبالتأكيد كانت درجة ما من الألوان، مهما اختلف مقدارها، عنصرا مهما في المعابد القديمة، وجزءا من مجموعة زخارفها المعتادة.
لكن لم تكن المعابد مباني متحفظة فقط؛ فرغم أنها تنتمي جميعا بوضوح إلى النوع ذاته، فإن كل معبد منها كان متفردا بذاته، ويمثل ارتجالا وتجربة مميزة. وكما يبين معبد باساي، ففي إطار النمط العام كان هناك نطاق من التنويع، في المعمار وفي الزخرفة على حد سواء. سنعاود الحديث عن الإفريز نفسه بعد قليل، لكن الآن دعونا نركز على المنحوتات التي تزين الجزء الخارجي من المبنى وتلك المحيطة بالجزء الداخلي الإجمالي للمعبد؛ فهذه المنحوتات تساعدنا في رؤية الطرق المتباينة التي أكد بها المعبد على تفرده.
على عكس الإفريز، ظلت منحوتات الجزء الخارجي باقية على صورة شظايا صغيرة. ويبدو أنه لم تكن هناك أي منحوتات في جمالونات المبنى، لكن سيرا على النمط الشائع، كانت هناك سلسلة من ست لوحات محفورة (المصطلح الفني المعماري لها هو «الميتوبات» أو حقل المنحوتات) فوق الأعمدة عند كل طرف. يبدو أن أحد أجزاء هذه اللوحات هو جزء من صورة لشخص يعزف قيثارة، وهي من الرموز المميزة للإله أبوللو (انظر الشكل
Halaman tidak diketahui