Warisan Abu al-Hassan al-Harali al-Marrakushi dalam Tafsir

Ibn Ahmad Andalusi Harali d. 638 AH
22

Warisan Abu al-Hassan al-Harali al-Marrakushi dalam Tafsir

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Penyiasat

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Penerbit

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Lokasi Penerbit

الرباط

الباب الثامن في وجوه بيان الإقبال والإعراض في القرآن اعلم أن كل مربوب يخاطب بحسب ما في وسعه لقنه، وينفي عنه ماليس في وسعه لقنه، فلكل سن من أسنان القلوب خطاب إقبال بحسب لقنه، وربما كان له إنباء عن بعض ذلك، فيقع عنه الإعراض بحسب بادي ذلك الإباء، وربما تلافته الرحمة فعاد الإقبال إليه بوجه ما، دون صفاء الإقبال الأول، وربما تناسقت الإقبالات مترتبة، فيعلو البيان والإفهام، بحسب رتبة من توجه إليه الإقبال، ويشتد الإدبار بحسب بادي الإدبار، وربما تراجع لفف البيان فيها بعضها على بعض، فخطاب الإقبال على النبي ﷺ أعظم إفهام في القرآن. ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾ الآية ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾. تفاوت الخطابين بحسب تفاوت المخاطبين: ﴿أو أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا﴾ أعرض عنهم الخطاب، ونفى عنهم ما ليس في حالهم رؤيته. ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ﴾ خاطبهم وأمرهم، فلما

1 / 43