وتفضلوا حضرة الرئيس بقبول احتراماتي.
رئيس مجلس وزراء الحكومة التونسية
14 / 1 / 1952
وقد أفادت الحكومة الفرنسية قضية تونس من حيث أرادت الإساءة إليها؛ إذ أصبحت قضية عالمية لها أنصارها في جميع أنحاء المعمورة وفي هيئة الأمم على الخصوص، وعبدت الطريق لاستقلال تونس؛ إذ خرجت مشكلتها من النطاق الفرنسي البحت إلى النطاق الدولي، فأصبحت تتطلب حلا دوليا حاسما لا بد أن تنتهي إليه ولو بعد حين، وأن الحكومة الفرنسية بعملها المشين في نكث العهود جرت فرنسا إلى الفضيحة أمام العالم، وأفسدت شهرتها، وشوهت سمعتها، ووضعتها على كرسي الاتهام؛ لما ارتكبته من عدوان على تونس، وما اقترفه جنودها من فظائع في قطر كان يجب أن تحميه.
العدوان الفرنسي المسلح
كانت الحالة بتونس في الأشهر الأخيرة من سنة 1951 متأزمة جدا والجو ملبد والغضب سائد، ولكنه غضب مكظوم، وكل من زار البلاد من الأجانب في تلك الفترة شعر بعدم الاستقرار، وكتب أحد الصحفيين الإيطاليين
1
يقول: «الانقسام ظاهر كلي بين الفرنسيين والتونسيين الذين يسعون لإخضاعهم ولإشعارهم أن البلاد تونسية، إن العرب قد تطوروا بتونس وفهموا أن المستقبل لهم لا محالة، فأصبحت الإصلاحات والوعود وبعض الترضيات الشخصية لا تقنعهم.» وكتب آخر
2
يقول بعده بأيام: «بعد تحويرات 8 مارس 1951 لم تتقدم تونس نحو الحكم الذاتي، ولا نحو الاستقلال الداخلي، بل نحو الشلل الذي اعترى الحكومة؛ لأن مديري الإدارات من الفرنسيين يعرقلون كل شيء.
Halaman tidak diketahui