Tuhfat Umara
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
Penyiasat
عبد الستار أحمد فراج
Penerbit
مكتبة الأعيان
Genre-genre
Sejarah
وأعف لسانًا وأشد وقارًا منه، وليس لأنه فوق حامد ترشح لهذه المنزلة. ولا لأن الغلط وقع في أمر حامد وجب أن يسلك في مثل هذه الطريقة، وعلى أنه قد غلط في تقديره أنه يصلح لصرف حامد لأن حامدًا قديم الرئاسة في العمالة وله حال عظيمة، ونعمة كبيرة، ومروءة ظاهرة وهيبة معروفة، وسن في ذلك وقدمة، وكان نشا بعيدًا عن الحضرة، فلم تستشف أخلاقه وأفعاله إلا بعد الوزارة، وفيه سعة صدر وسخاء نفس يغطيان كثيرًا من معايبه وترك الأمر في يده ويد علي بن عيسى أولى فإن هذا لا يقارب علي بن عيسى، ولا يلحق أحد كتابه، وإني لأقول الحق فيهما على عداوتهما لي. فأضرب المقتدر بالله عن الحسن بن محمد ثم تم التدبير لأبي الحسن بن الفرات، وصرف حامد ووزر، فحين جاءه الحسن بن محمد، وتذكر ما جرى بينه وبين المقتدر بالله في بابه هابه وتصور بعد همته وتقلب رأي المقتدر بالله من حال إلى حال، فأحب إبعاده، فقلده الموصل وأعمالها، وأخرجه إليها صارفًا لابن حماد، فانتفع الحسن بما حصل في نفس ابن الفرات. قال أبو الحسين: فكنا في بعض الليالي بحضرة ابن الفرات، وهو يعمل، وأنا مع أبي، والمجلس حافل، إذ قرأ كتابًا ورد من صاحب البريد بالموصل يذكر أن أبا أحمد الحسن هذا قد قسط في الأعمال، ومد يده إلى المال، وزاد في إظهار المروءة، وركب باللبود الطاهرية، وبين يديه عدة حجاب، وخلفه جماعة
1 / 94