يا دهر غيّر كلّ شيءٍ سوى ... رأي أبي العباس فاتركه لي
قد كان لي ذا مشرب طيّبٍ ... حينًا فشيب الآن بالحنظل
عينٌ أصابت ودّه لا رأت ... وجه حبيب أبدًا مقبل
إن كان يرضى لي بذا أحمد ... فليس يرضى لي بهذا علي
وللبحتري في أبي العباس:
كرمٌ أنجز المواعيد حتّى ... ردّ فيها نسيئة الوعد نقدا
كلما قلت أعتق المدح رقي ... رجعتني له أياديه عبدا
وحدث أبو الحسين علي بن هشام قال سمعت: أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات يحدث قال: كان النهيكي العامل قد لازم أبا القاسم عبيد الله بن سليمان في نكبته، فلما ولي الوزارة قلده بادوريا، وكان يتقلدها جلة العمال. ولقد سمعت أبا العباس أخي يقول: من استقل ببادوريا استقل بديوان الخراج، ومن استقل بديوان الخراج استقل بالوزارة، وذلك لأن معاملاتها مختلفة وقصبتها الحضرة، والمعاملة فيها مع الأمراء والوزراء والقواد والكتاب والأشراف ووجوه الناس، فإذا ضبط اختلاف المعاملات، واستوفى على هذه الطبقات صلح للأمور الكبار. قال أبو الحسن بن الفرات، فأقام النهيكي في عمالة بادوريا نحو سنتين، تقلد فيهما عبد الرحمن بن محمد ابن يزداد ثم أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الأصبغ ديوان الخراج في أيام عبيد الله بن سليمان، فلما أُطلقت أنا وأبو العباس أخي من الاعتقال، وتقلد أخي ديوان الخراج والضياع، وخلته عليهما. عاملنا النهيكي، فكنا إذا كاتبناه برفع الحساب لم يجبنا، وإذا خاطبناه بشيء في أمر العمل لم يحفل بنا، إدلالًا
1 / 87