وبعدها ضياعًا جليلة، وأخرج عليه من الفضل فيها خمسمائة ألف دينار، مكثرًا عليه بذلك. ورأى ابن الفرات تجرد البزوفري لما هو متجرد له من استعمال القبيح مع حامد وعمل الأعمال فيه، فكاتبه وأحمد فعلته، وأنفذ إليه المؤامرات المعمولة بالحضرة له، وأمره بمطالبته والاستقصاء عليه والابتداء بنفقات المصالح والبزندات والبذور والمعاون هو والنوبختي، وإنفاقها على عمارة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
فأجاب البزوفري بأن حامدًا ليس يلتفت إليه، ولا يعطي شيئًا من المال، وقد بدأ بإطلاق ما يريد إطلاقه للمزارعين وأهل البلاد للعمارة المستأنفة، وادعى شروعه في ضمان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وأنه غير متمكن منه مع قوته، وأن معه أربعمائة غلام كبار يتبعهم آخرون وسبعمائة رجل، وأهل البلاد على ميل إليه وتعصب له. فعرض ابن الفرات كتابه على المقتدر بالله، فأمر مفلحا الأسود بإنفاذ مائة غلام من الحجرية ومائة راجل من المصافية إلى واسط للشد من البزوفري وبسط يده. وقال لابن الفرات: اكتب إليه بإثبات خمس مائة راجل يستظهر بهم على أمره. ففعل جميع ذلك. وكتب ابن الفرات إلى البزوفري يرسم له التوكيل بحامد عند وصول من أنفذ إليه، ومطالبته عاجلًا بالمصالح والبذور، إذ ليس يأذن السلطان في عقد الضمان مستأنفًا عليه. فأشارع البزوفري ذلك قبل ورود القوم، وعرف حامد الخبر في وقته، فأظهر ورود كتاب المقتدر بالله عليه بالمبادرة إلى الحضرة، فضرب البوق
1 / 41