Tuhfat Umara
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
Penyiasat
عبد الستار أحمد فراج
Penerbit
مكتبة الأعيان
Genre-genre
Sejarah
الفتنة، وأضرموا نيرانها، وأظهروا أعلامها. وتفرد الحسين بن حمدان بأبي أحمد فقتله، وثنى بفاتك المعتضدي فأتلفه، وقصد المارقون دار الخلافة، ووصلوا إلى جدرانها، وحرقوا عدةً من أبوابها، ووفق الله الغلمان الحجرية والخدم والأولياء المصافية لمنازلتهم ومحاربتهم، فانصرفوا مفلولين. واجتمعوا إلى عبد الله فعاقدوه وبايعوه، وتسمى بالخلافة في ليلته، ووازره محمد بن داود بن الجراح على ضلالته، وصحبهم من غلمان أمير المؤمنين أدام الله تمكينه وخاصته وذوي البأس من رعيته من حسن دينه، وخلص يقينه، فتحصنوا بالإبعاد في الهرب لما خافوه من شدة الطلب، وأُسر جماعة من أصحاب عبد الله بن المعتز وكتابه، منهم: يمن الكبير ووصيف بن صوارتكين وخطارمش وعلى الليثي ومحمد الرقاص وسرخاب الخادم، وأبناء دميانة ومحمد بن عبدون وعلي بن عيسى بن داود ابن الجراح ومحمد بن سعيد الأزرق والمعروف بأبي المثنى، ومحمد بن يوسف المكني أبا عمر، وحملوا إلى دار أمير المؤمنين، وحصلوا في أعظم البؤس، وأضيق الحبوس. ولما خمدت النائرة، وسكنت الثائرة، استدعاني أمير المؤمنين أطال الله بقاءه وأوصلني سائر دواوينه مع وزارته، وخلع علي خلعًا ألبسني بها جلالًا وقدرًا، وجمالًا وفخرًا، وعدت إلى داري مغمورًا بإحسانه، مثقلًا بأياديه وامتنانه، وأسأل الله معونتي على طاعته، وتبليغي غاية رضاه وإرادته بمنه ورحمته. وقد أوبقت عبد الله
1 / 256