Tuhfat Umara
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
Penyiasat
عبد الستار أحمد فراج
Penerbit
مكتبة الأعيان
Genre-genre
Sejarah
يرجع وهو معه، فأبطأ الغلام طويلًا، ثم عاد وعرفني أنه لحقه، وقد نزل في دار بعض الوجوه، ولم يزل يسأله ويلطف به إلى أن تقدم إلى غلامه بأخذه. فلما قبض ابنا الفرات على النرسيين، وأُخذ ما كان في منازلهم من الأعمال والكتب وحمل إلى دارهما، وميزاه، وجدا فيه ثبتًا بما بر به النرسيون أسبابهما. قال أبو عبد الله: وكنت جالسًا قريبًا من أبي العباس، ومعي أبو منصور وأبو نوح عبد الله وعيسى ابنا جبير وجماعة من الكتاب، فأنا أحدثهم بحديث قد شغلني عما سواه إذ وقع هذا الثبت في يد أبي العباس فأخذه وأنفذه إلى أبي الحسن أخيه، وهو قريب منه، وقال: انظر فيه هل ترى إسمًا لصاحب الزاي يريد زنجي فقرأه وتأمله ثم رده عليه وقال: ما فيه ذكر له. فأعاده إليه ثانيًا وقال: اردد نظرك فيه. فأعاد قراءته ورده وقال: ماله فيه ذكر. كل هذا ولا أعلم صاحب الزاي من هو، حتى قال لي أبو منصور بن جبير: أيها المشغول بالحديث قد افتضح اليوم الخلق غيرك، واسودت الوجوه وابيض وجهك. فقلت: بماذا؟ قال. وجد فيما أخذ من دور النرسيين
تبت بما رفعوه إلى واحد واحد من أسباب أستاذنا ولم يوجد لك فيه ذكر ولا اسم. فحمدت الله وشكرته على ما وفقني له. ولما فرغ أبو العباس دعاني إلى حجرة خلوته، فدخلت وهو جالس، ومعه أخوه أبا الحسن، فشكراني على خروجي من جملة من قبل بر النرسيين وجزياني خيرًا عن حفظ الأمانة، واستقامة الطريقة، وخاطباني أجمل خطاب ووعداني أحسن وعد، وحلفا على أنني قد أصبحت لديهما كأحدهما. ولم تزل الحال تزيد معها وعندهما إلى آخر المدة. وكان النرسيون بفضل عدواتهم لهما قد توصلا إلى بر كتابهما وخزانهما
1 / 193