سمعت. وفي إسناده محمد بن أبي ليلى وهي سيئ الحفظ. انتهى كلام الهيثمي.
قال كاتبه: لا يثبت سماعه من النبي ﷺ بمثل هذا السند الذي فيه ابن أبي ليلى، والذي عليه الأئمة أبو حاتم، والبخاري، وأبو نعيم، وأبو زرعة، وابن حبان وغيرهم: أنه لم يسمع من النبي ﷺ شيئًا.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه النسائي في "سننه" كتاب تحريم الدم، باب الحكم في السحرة، من طريق عباد بن ميسرة المنقري عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "من عقد عقدةً ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا وكل إليه".
قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" ٤/ ٣٢:
رواه النسائي من رواية الحسن عن أبي هريرة، ولم يسمع منه عند الجمهور. اهـ.
وقال العلامة الحافظ ابن مفلح –رحمه الله تعالى- في "الآداب" ٣/ ٧٨ بعد أن نقل عن الذهبي قوله في "الميزان٢/ ٣٧٨": لا يصح –أي هذا الحديث- للين عبّاد، ولانقطاعه. قال ابن مفلح: كذا قال، ويتوجه أنه حديث حديث حسن. اهـ. قلت: أي بشواهده.
ومن شواهد الحديث: ما أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" ١١/ ٢٠٩: أخبرنا معمر عن أبان عن الحسن قال: قال رسول الله ﷺ: "من علق علقة وكل إليها".
وأخرجه البيهقي في "سننه" ٩/ ٣٥١ من طريق جرير بن حازم قال: سمعت الحسن البصري قال: قال رسول الله ﷺ ... فذكره.
ومن شواهده أيضًا ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٨/ ١٧: حدثنا وكيع عن شعبة عن قتادة عن واقع بن سحبان قال: قال عبد الله: "من تعلق شيئًا وكل إليه".
وأخرجه البيهقي في "السنن" ٩/ ٣٥١ من جهة شعبة عن قتادة عن واقع بن سحبان عن أسير بن جابر قال: قال عبد الله ... فذكره.
وواقع بن سحبان هو أبو عقيل البصري، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" ٨/ ١٨٩ وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٩/ ٤٩، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.