وبعد؛ فإن الوزير الأجل، والقائد الأعلى الأمجد، الأرفع الأحسب الأكمل، العماد الأشرف الأطول، ذا الشيم الجميلة؛ والفضائل الجزيلة، والهمة السامية إلى نيل كل منقبة وإحراز كل فضيلة، أبو بكر بن الوزير- الجليل الماجد الأرفع الأعلى الأحق كان بكل فضيلة، الأولى المبارك المعظم المقدس المرحوم- أبي الحسن وصل الله سعوده، وحفظ على المعالي والمآثر وجوده، أشار علي إشارة التصحيح بشرح كتاب الفصيح، حين استحسن ما شاهده من تفسيري لغريبه، وشرحي لمعانيه، وأستصوب تنبيهي عند الإقراء على سهو من نسب السهو لمؤلفه فيه، فأجبته إلى ما سأل، وبادرت إلى أمره الممتثل، وشرعت في عمله شروع من انشرح صدرًا بما ندب إليه، وأكببت على تتبع ألفاظه وتبيين معانيه، إكباب من بذل من الاجتهاد أقصى ما لديه، فشرحت الكتاب شرح استيفاء واستيعاب، وتكلمت على شواهد أبياته بما عن في معانيها من إغراب، وفي ألفاظها من إعراب، واستدركت ما يجب/ استدراكه، مذيلًا لكلامه وقاصدًا لإكمال ما تحصل الفائدة به وإتمامه، وانتصرت له حيث أمكنني الانتصار، ورددت على من تعقب عليه ردًا يرتضى بحكم الإنصاف ويختار، ورتبت الكلام فيه أولًا على مدلول اللفظ ومعقوله، ومسموعه ومقوله، وإن كان فعلًا أتيت بلغاته، وأنواع مصادره واسم فاعله ومفعوله، وربما أتيت بالمرادف والمشترك، وسلكت من التعليل في بعض المواضع واضح المسلك، وأخذت ذلك من كتب أئمة اللغة المشهورين بالتبريز،
1 / 3