254

Tuhfat Asmac

تحفة الأسماع والأبصار

-رضي الله عنه- وهو أفقه من (آل كبيري صالح) وهم أشهر منه في تلك الجهة، [لعلو منصبهم وهم جميعا على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه].

ولما مضى أربعون يوما إقامة في ذلك المحل، رجع جواب الملك صحبة رجل من أهل خدمته وصحبته خمسة أنفار، حين عرف الأمير بعل جادة بوصول رسول الملك أنه صار في طرف بلده، خرج إليه متلقيا له على قواعدهم في رسل الملك أنهم يتلقونهم هكذا، ويقرأون الكتب في المحل الذي يلقونه فيه، فقرأ كتاب الملك وهو قايم، ثم رجع ووصل إلينا يخبرنا بما قاله [86/ب] الملك في كتابه، وما أمر به وغيره من أهل الطرقات من إكرامنا، والقيام بما يتوجه من حق الضيافة لنا، والصحبة في الطرقات في الأماكن المخوفة، فشكرنا ذلك الملك وأحسنا مخاطبة رسوله بما يليق بذلك المقام، ثم إن الأمير بعل جادة صاح بأهل بلاده، أن يصلوا إليه بما نحتاجه من الظهر لحمل أثقالنا، فسارعوا إلى ذلك، وتوجهنا للوصول إلى الملك، كان سفرنا حتى خرجنا من بلاد (أندرته) ثلاث مراحل، ثم وصلنا إلى بلاد (السحرت) وتلقانا أمير تلك البلاد رجل اسمه (إسحاق) واجتمع الأمير المسمى إسحاق بالأمير بعل جادة، وكان قد وصل إلينا رجل في بلد بعل جادة، ودخل في دين الإسلام فقبلنا منه ذلك، واعتقدنا أنه يتكتم أمره، فظهر خبره، وكان أصحاب بعل جادة حاولوا الأخذ عليه بالرجوع إلى دينهم، فمنعهم بعل جادة وقال: هو باختياره إذا أحب الدخول في دين الإسلام فلا نعترضه.

Halaman 379