Tuhfat Asmac
تحفة الأسماع والأبصار
وكان من فضل الله علينا وما أمد الله به إمامنا -عليه الصلاة والسلام- من حسن النظر، وكمال الرأي، استصحاب البنادق، فإنها من صنع الله وبركة مولانا -أيده الله تعالى- دفعت عنا المكروهات، وكانت لنا مع عون الله من أعظم المعونات، ولقد كانوا يعجبون من رمي البنادق غاية العجب، وأحسب فيما ظهر لي أنهم يعتقدون أن صاحب البندق إذا رمى يتمكن من متابعة الرمي من غير انقطاع ولا تخلل وقت بين كل رميتين، ونحن مع هذا التوهم نوهمهم صدقه ونحرص ألا يظهر لهم خلافه، فما يزالون يتحدثون بذلك وينقلونه لأصحابهم بالأخبار المتداولة حين شاع ذلك فيهم وذاع، وملأ القلوب والأسماع، ثم إذا بقينا في بيلول هذا نحو الشهر، نلازم صلاة الجمعة والجهر بالخطبة لمولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله رب العالمين -أيده الله تعالى- وصمنا هنالك شهر رمضان المعظم وخرجنا لصلاة العيد، والسلطان شحيم معنا بجمعه وأصحابه ناشرين الأعلام، مظهرين شعاير الإسلام، وصلينا في جبانة البلد، وخطبنا كذلك خطبة العيد المأثورة مع ذكر الإمام -عليه السلام- والدعاء له جهرا على رؤوس الأنام.
Halaman 365