197

Tuhfat Asmac

تحفة الأسماع والأبصار

Genre-genre

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى{شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} سيدي ومولاي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، المتوكل على الله رب العالمين، إسماعيل بن أمير المؤمنين -حفظه الله تعالى وحماه وحرسه ووقاه- وأهدى إليه من أخيه في الله الفقير إلى الله إبراهيم بن محمد شريف السلام، وزليف التحية والإكرام، فصدرت معرفة له -أيده الله- بأني ما زلت أستخير الله ونعم المستخار، في كل عشي وأبكار، أن يقضي لي بما هو المختار، في ديني وآخرتي التي هي دار القرار، فقضى سبحانه وهو الناصح الذي لا يغش بالقاء هذا العبء الثقيل وتحميله وليه وابن وليه على محكم كتاب الله وسنة نبيه، من غير أن يشاب ذلك بشائبة من الأمور الدنيوية، بل يكون عملا من خالص الطوية ، وقد قضى النظر في باديه بوضع كان ارسلنا به إلى الصنو السيد صفي الإسلام أحمد بن الحسن -حفظه الله- ثم أنه تعقب ذلك ما ذكرناه لكم من صنع الاستخارة، فتقدمنا عقيب ذلك إلى محروس قراض، والقاضي صفي الدين أحمد بن صالح بن أبي الرجال وله العناية التامة في النصيحة لله ولكم، فوجدنا فيها الوالد السيد العلامة المهدي بن الهادي -أبقاه الله- وقد تقدم بوضع من الصنو صفي الدين أحمد بن الحسن-حفظه الله- فيه أمان شديد وذكر شيء مما يتعلق بالقرابة، بعد أن كنا أردنا التنبيه عليه-حفظه الله- بما صنعت استخارة الله سبحانه وتعالى فحمدنا الله على تطابق الكل على مراد الله، ثم إني كتبت إلى الصنو صفي الإسلام- أبقاه الله- بما كانت النية انطوت عليه، وذكرنا له أن النية قد انطوت عقيب استخارته تعالى على التقدم إلى حضرتكم الشريفة المكرمة ليكون ذلك زيادة في الإطمئنان، وحسما للمادة التي تورث وسوسة في القلوب، أو تسويلا ممن لا يخاف علام الغيوب، وقد كنا اعتذرنا بادئ الرأي منكم ومنه عن هذا المطلوب، حتى أن الله وله الحمد هيأ ذلك لنا وطلبنا منه وصول جماعة[64/أ] يحضرون على التسليم منا عن رضا واختيار، وذكر له طلب المكتوب منكم-أيدكم الله- على نحو مكتوبه، واعتذرنا عن الكتاب إليكم حتى يقع الكتاب بعد المحفل العام الذي يرضى به الله سبحانه الملك العلام، ثم رجح عندنا أن نقدم بين يدي ذلك هذا المسطور، ونطلب مكتوبا خالصا للأمان ليس فيه شائبة من تلك الأمور، وهو على النحو الذي وضعه الصنو أحمد بن الحسن، إلا أنه خال عما يخصنا وقرابتنا ليكون العمل على ما قد قضت به الاستخارة لا يكون مشوبا بأمر غيره، فقد صدر إليكم، فلكم الفضل بوضع خطكم عليه وخط من حضر سوحكم الكريم، وإن كانت الغنية بما فعله الصنو شمس الدين -حفظه الله- إذ هو يد من أيديكم عظمى، لكن ذلك زيادة في الإطمئنان والله المستعان، وعليه التكلان، والدعاء وصيتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حرر في محروس قراض صبيحة يوم السبت خامس وعشرين في شهر جمادى الأولى سنة ست وخمسين وألف[يونيو 1646م].

Halaman 307