ولما صار الأمر إليه هدم قواعد الإسلام وأظهر المنكرات، وجعل للبغاء جوانب وللخمور كذلك، وأما اللعب بالمعازف والبطالة الجامعة لكل رذيلة فعامهم وخاصهم[58/أ] على ذلك وقد أخذ أموال المنبسي، وقتل من قتل من ثقاته، وحبس من بقي منهم في مواضع من بلاد خنفر لا يرفع لهم منها خبر، ولا يعلم لهم أثر، وبلغ الإمام المؤيد بالله -عليه السلام- فراسله في ذلك، ثم اشتغل عنه بمهمات مما سبق في سيرته عليه السلام حتى توفى -رحمه الله- ولما استتب لمولانا -عليه السلام- أمره رأى أن عليه إنقاذ من ذكر، فأعذر إلى هذا الأمير، وكتب إليه كتابا وأرسل به الفقيه جمال الدين علي بن المعافا الذماري، وكان من أهل اللسان وممن لا تخفاه لوايح الإنسان، وأمره أن يسأل عمن بقي من أصحاب المنبسي.
Halaman 289