175

Tuhfat Asmac

تحفة الأسماع والأبصار

Genre-genre

نعم! وقد ينقد بعض ما كان عليه السيد هاشم -رحمه الله- من الورع والاحتياط، ثم إنه أوصى وصية تليق بمثله، وخلف كثيرا من النقود والآلات والخيل وغيرها لبيت المال، وأن سبيلها أن تصرف إلى الإمام -عليه السلام- وعظم موقع وفاته -رحمه الله- على أهل تهامة والجبل؛ لما كان فيه من العدل مع الحزم، وخلف أربعة أولاد أكبرهم سنا علي بن هاشم، فأقره الإمام -عليه السلام- على ولاية أبيه واستصغره مولانا محمد بن الحسن -أطال الله بقاه- وهم أن يولي غيره إذ تهامة ولايته، فلم ير ذلك الإمام -عليه السلام- فوصل السيد علي بن هاشم بأكثر خيل أبيه وحفدته إلى محروس الدامغ في شهر محرم سنة خمس وخمسين بعد الألف[فبراير1645م] فأرسل مولانا محمد بن الحسن الشيخ محمد بن ناصر المحبشي لولاية مدينة زبيد وما إليها، وأن تبقى[56/ب] للسيد علي بن هاشم ولاية بيت الفقيه[أحمد] بن عجيل وولايته بيت الفقيه الزيدية وساير تهامة، وكانت تهامة ملكها في ولاية مولانا محمد [بن] الحسن -أطال الله بقاه- كما تقدم فكره الإمام ذلك، وتابع الرسل في عود الشيخ محمد المحبشي، وكره مولانا محمد عوده عقيب وروده، وأن يظهر في رأيه الخطأ، فوصل مولانا أحمد بن الحسن -أطال الله بقاه- وكان في ذمار إلى الإمام -عليه السلام-وطلب منه أن السيد علي يمضي على مولانا محمد إلى إب، ويوليه كما كان موليا لأبيه، ليبقى لمولانا أحمد التصرف في ولايته، فخلع [عليه] الإمام -عليه السلام- وعلى كبار أصحابه ووجهه لعمله وأن ريعه يكون على مولانا محمد -أطال الله بقاه- فلما وصل إلى محروس ذمار لازمه ألم ليس بالكثير ثم تزايد، فلما وصل يريم انتقل إلى رحمة الله وصلى عليه مولانا أحمد ودفنه، وأقام على القراءة وعظم مصابه عند الجميع رحمة له ولمن بعده. ولم يبق إلا أطفال صغار فنصب عليهم الإمام -عليه السلام- وقرر ولاية الشيخ محمد المحبشي على زبيد بنظر مولانا محمد بن الحسن -أيده الله- ثم ولي بيت الفقيه بن عجيل وما إليه السيد المعظم زيد بن علي بن إبراهيم بن جحاف وترك ما بقى من تهامة بنظر مولانا محمد على عادته، وجعل لأولاد السيد هاشم ولمن يتعلق بهم الكفاية الفايضة من بيت الفقيه من زبيد، وعمر على السيد هاشم مشهد مزور في باب الحداد خارج زبيد، وكانت وفاته -رحمه الله- في شهر القعدة سنة أربع وخمسين وألف [ديسمبر 1644م]، ووفاة ولده -رحمه الله- في أواخر شهر محرم سنة خمس وخمسين وألف [فبراير 1645م].

Halaman 284