[وصول أحمد بن القاسم إلى ضوران]
ولنرجع إلى وصول مولانا أحمد إلى ضوران وقد حاول وهو في حاز من بلاد همدان رفع الحصار عن عمران، وفيه كثير من خزائنه مع طعامات كثيرة، فلم يتم له ما أراد لاختلاف مقاصد الحرب، فأشار عليه من أشار بترك ذلك حتى يتصل بصنوه أمير المؤمنين-أيده الله- فساروا جميعا إلى الضلع من همدان في خامس شهر شوال وأراد أن يبقى حوالي صنعا، ويرتفع الحصار عنها، وإن الإمام -عليه السلام- يلقاه إلى ذلك الموضع فلم يتم ذلك.
ولما سار من ضلع تلقاه مولانا أحمد بن الحسن -أطال الله بقاه- في كثير خيل ورجل، وكانوا مع من وصل من ثلاء فوق خمسة آلاف منها نحو أربعمائة فارس من غير من في عمران[وغلبها] وأمسى[41/أ] الجميع في حدة وغيرها.
وأما مولانا أحمد بن الحسن فإنه عاد إلى محطه الأول بعد أن استطاب نفس عمه أحمد، ورأينا عليه بعد الاتفاق أثر النفس من الكرب العظيم الذي خالطه، فإني كما علم الله خفت عليه الهلاك من عظم ما وقع [معه] من التقلبات والغدر من كل واحد، ثم ارتحلوا من حدة إلى وعلان من بلاد الروس، ثم إلى معبر وقد أمر الإمام -عليه السلام- بضيافته هنالك؛ فأمسى الجميع في معبر، وذلك يوم الخميس لعله سابع أو ثامن شوال، وتلقاه الإمام -عليه السلام- إلى طرف الحصين، وكثير من الناس، وسر المسلمون بما أغمده الله من سيف الفتنة، ونايرة الفرقة، وما كفاهم به من المحنة وبما ساقه من الألطاف، مما أمن به الكافة من الخلاف وعظيم الأخواف، والإمام مع ذلك يبذل ما يقدم من الإنصاف، والتحكيم للشرع الشريف والبراءة ممن خالفه.
Halaman 245