[خروج أحمد بن القاسم من شهارة]
ذكر خروج مولانا أحمد بن أمير المؤمنين -أطال الله بقاه- من شهارة -المحروسة بالله-.
قد ذكرنا ما ألقى الله سبحانه في القلوب من كراهة إمارته، وإنما كان في شهارة من كل واحد ينتظر الفرج وحسن المخرج، وإنما أبقاه إما لخوف أو حياء من اسم الغدر وأشار عليه من أشار أنه يتقدم إلى صنعاء للتفريج عنها ويستعيد ما فات من البلاد، وذلك مع أول وصول الخبر بحصار صنعاء، وقبل أن يبلغه خروج عسكره من خدار، وقد عظم في شهارة الإرجاف، وشعبوا عليه بالغدر حتى لقد هموا به في ما بلغني وكادوا يتظهرون بخدعه وهو بين أظهرهم، فخرج من شهارة المحروسة بالله عقب صلاة الظهر سادس وعشرين من شهر رمضان وأمسى في أقر ، وأخذ بعض ما يحتاج إليه من هناك والعسكر نحو الألف النفر من عيون الناس، وهم ينقصون حتى إذا ما وصل خمر يوم الأحد إلا وقد تأخر بعضهم، وأقام في خمر يوم الاثنين، وسار صبح الثلاثاء والعسكر يقلون، وقد كتب إلى المشرق والمغرب لطلب الغارات، وكان قد أرسل مولانا السيد إبراهيم بن أحمد بن عامر بعسكر ليسوا بالكثير وأنهم يتصلون بصنعاء فوصلوا عمران فوجدوا ما بين صنعاء وعمران قد خالفوا عليهم وصاروا إلى مولانا -عليه السلام- فأقام في عمران .
Halaman 239