============================================================
لاو كل دار منفردة لا تلاصقها دار اخرى، كل دار كالقلعة الحصينة، إذا خاف اهل تلك الرساتيق من الافرنج دخلوا فيها، كل إنسان بدار بجميع عماله الاو خيله وغنمه وبقره ويغلق بابه ويجعل خلف باب الدار حجارة (1) لا يقدر أحد أن يفتح ذلك الباب لاحكامه، وهو من الصخر أقوى من الرخام: فيها اكثر (199 وفي أرض بغداد تل مبني باللبن والقصب يعرف بتل عقرقوف(199).
الاو عرقوف ملك كبير من ولد سام بن نوح، عليه السلام من أولاد أولاده. وقد الاودع في ذلك التل من أنواع العجائب والكنوز مالا يحصى. وقد صح ذلك
بطريق النقل المستفيض. وقد قصده عدة ملوك فارس ولم يتعرضوا إليه بهدم ولا الا قدرون على هذمه، وكل من قصده ليهدمه يصرف الله تعالى عزيمته عن هدمه، ويهوله عليه، بحيث لا يلتفت إليه. وهذا لاينبغي أن ينكر. ولكل مال صاحب لا يأخذه غيره. وقد أصابني مثل هذا.
كان لنا في المغرب قرية فيها دور وبساتين، وكان فيها قراح على قارعة الطريق بقرب الدار التي كنا نسكنها زمان الربيع والصيف والخريف. وكان في القراح قطعة بيضاء بقدر خمسة أذرع في ذراعين كأنها جص، كنا نسميها الكنز، ~~لاوذلك اسم شائع لذلك القراح منذ [أن] ملكه المسلمون. كنا نقول : هذا
(1) كذا في الأصل وفي (م). في (و): : حصاة.
(199) في معجم البلدان (137/9 - 138) أن هذا الاسم مركب من عقر واضيف إليه قوف، وذلك مثل حضر موت.، وبعليك وهي قرية قديمة من قرى بغداد، يرتفع الى جانبها تل عظيم من تراب *يرى من خمسة فراسخ كانه تلغة عظيمة قارن عجائب المخلوقات (284/2) وآثار البلاد للقزويني (ص 425) ومعجم ما استعجم للبكرني (ص 39 951)، وعقرتوف هذا هو الذي عناه ابونواس بقوله : (طويل] اليك رمت بالقوم هوج كانما جمساجمها تحت الرحال قبور رخلن بنا من عقرقوف وقدبدا مفتوق الأديم شهير فما نجدت بالماء حتى رايتها مع الشمس في عيني اباغ ثعور
Halaman 105