160

Tuhfat Ahbab

تحفة الأحباب وبغية الطلاب‏

Genre-genre

فسطاط مصر لم يكن بالفسطاط غير مسجد واحد تقام الصلاة فيه يوم الجمعة وهو الجامع الذى يقال له فى مدينة مصر الجامع العتيق ويعرف بجامع عمرو ابن العاص ويقال له أيضا تاج الجوامع وما برح على هذا إلى أن وفد عبد الله ابن على بن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهم من العراق فى طلب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية فى سنة ثلاث وثلاثين ومائة فنزل بعسكره فى شمال الفسطاط فسموا المكان المذكور بالعسكر وبنوا جامعا لأداء الجمعة فيه فصارت الجمعة تقام بجامع عمرو وبجامع العسكر إلى أن بني الأمير أحمد بن طولون جامعة على جبل يشكر فى سنة تسع وخمسين ومائتين وبنى القطائع فصارت الجمعة تقام فى الثلاثة جوامع إلى أن قدم القائد جوهر من بلاد القيروان بالمغرب ومعه عسكر مولاه المعز لدين الله أبى تميم معد وبنى القاهره فبنى الجامع المعروف الآن بالجامع الأزهر فى سنة ستين وثلثمائة وبنى بها جامع الأولياء فصارت الجمعة تقام فى هذه الجوامع ثم تجدد بعد ذلك جامع الحاكم وجامع راشدة وجامع المقس ثم كثرت المساجد إلى مالا نهاية له.

قال القضاعى أنه كان بمصر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة من المساجد ستة وثلاثون ألف مسجد وثمانية آلاف شارع مسلوك وألف ومائة وسبعون حماما وغالب هذه المساجد كان بالقرافة الكبرى ومدينة مصر والكيمان والعسكر وأرض القطائع.

ومن جملة مساجد القرافة مسجد مطل على بركة الحبش يعرف بمسجد النارنج ويقال النارنجية وكان بناؤه فى سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وكانت تهرع الناس إليه للتنزه.

Halaman 162