Hadiah Para Penting
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
( وأما محمد بن خنبش ) فقد اختلفت النقول في وقت إمامته؛ ففي كشف الغمة وغيره من السير أنه عقد عليه يوم مات أبوه؛ وأن العاقد له نجاد بن موسى وكان نجاد قاضيه , وخطب أبو بكر أحمد بن محمد المعلم , وكان ذلك وقت إمامة راشد بن علي , وقد تقدم أن نجاد بن موسى كان قاضيا لابن أبي غسان؛ فإن كان محمد بن خنبش هو محمد بن أبي غسان فظاهر؛ وإن كان غيره ففي هذا النقل نظر قالوا: ومات محمد بن خنبش سنة سبع وخمسين وخمسمائة , وفي تاريخ آخر يقتضي عكس هذا؛ وذاك أنهم أرخوا موت أبي بكر أحمد بن عبدالله بن موسى بن سليمان الكندي مؤلف المصنف أنه مات عشية الاثنين لخمس عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وخمسمائة , قالوا ذلك بعد أن عقد للإمام محمد ابن خنبش بسوني هو ومن حضر عنده من جماعة المسلمين , وأقام عنده بسوني ستة أشهر وعرض له المرض الذي مات فيه؛ فانحدر إلى أهله بنزوى فلبث عندهم عشرة أيام , ثم توفي وقبر بالمض من سمد نزوى , فهذا يقتضي أن إمامة محمد بن خنبش كانت في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وخمسمائة؛ والتاريخ الأول يقتضي أن بيعته كانت في سنة عشر وخمسمائة؛ وموته في سنة سبع وخمسين وخمسمائة , وعلى هذا فتكون إمامته سبعا وأربعين سنة؛ والله أعلم أي التاريخين أصح , وتقدم ذكر إمامة محمد بن أبي غسان وإمامة موسى بن أبي المعالي , وأن التاريخ فيهما وفي إمامة خنبش وولده متقارب أو متداخل والله أعلم بسبب ذلك , وقبر الإمام خنبش بن محمد وولده محمد بن خنبش في نزوى في الموضع الذي يكون لعشي الطريق الجائز الذي ينفذ من عند فلج الغنتق عند مسجد العباد عند الجبل الأسود الصغير , يقال لذلك الجبل ذر جيود , إذ كان له حروف بائنة من الصخور من أعراضه لا من أعاليه , وهنالك أيضا قبر القاضي أبي بكر أحمد بن عمر وولده أبي جابر , وهنالك أيضا قبر القاضي أبي عبدالله محمد بن عيسى , وهؤلاء المذكورون فيما أظن من الطائفة الرستاقية إلا محمد بن عيسى فالله أعلم به.
Halaman 306