237

Tuhfat Abrar

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

Penyiasat

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

Penerbit

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

Genre-genre

لَمَّا قدم رسول الله ﷺ المدينة وبنى المسجد شاور الصحابة فيما يجعل علما للوقت، " فذكروا النار والناقوس، فذكروا اليهود والنصارى "، أي: فذكر جمع من الصحابة النار والناقوس، وذكر آخرون النار شعار اليهود والناقوس شعار النصارى، فلو اتخذنا أحد الأمرين شعارا لالتبس أوقاتنا بأوقاتهم.
وقوله:" فأمر بلال " يفيد عرفا: أن الرسول - صلوات الله عليه - أمره، فإن من اشتهر بطاعة أمير إذا قال: (أمرت بكذا) فهم منه أمر الأمير له، وأيضا مقصود الراوي: بيان شرعيته، وهي لا تكون إلا إذا كان الأمر صادرا من الشارع، وذلك حين ما ذكر له عبد الله بن زيد الأنصاري رؤياه.
وقوله:" أن يشفع الأذان "، أي: أن يأتي بألفاظه شفعا.
وقوله:" أن يوتر الإقامة " دليل على أن الإقامة فرادى، وهو مذهب أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين، وإليه ذهب الزهري ومالك والشافعي والأوزاعي وأحم وإسحاق، وقد رواه ابن عمر وبلال وسعد القرظ، وهو كان مؤذن مسجد قباء في عهد رسول الله ﷺ وخليفة بلال في مسجد رسول الله ﷺ بعد عهده، واحتج من زعم أنها مثنى بما روى ذلك عبد الله بن زيد.
...
١٨٣ - ٤٤٦ - عن أبي محذورة: أن النبي ﷺ علمه الأذان تسع

1 / 245