200

ودخلت سنة إحدى عشر وسبعائة:

يها رسم السلطان بعمارة جامع على شط بحر النيل ظاهر مصر المحروسة قبالة جزيرة الروضة وكانت ( تلك المحلة خالية م جامع وأهل المحال التى هناك يتمنونه في مطارح المطامع ، وجحل مصارفه من خاص أمواله وطيب حلاله وريع أملاكه، وحصل الاهمام التام بأمره وركب مولانا السلطان لترتيب وضعه ، فجاء على غاية التمام والكمال ونهاية اليهاء والجمال بحفه النيل وتكنفه من جانب أشجار تحبوه بأنفاس زهرها الجميل وظلها الظليل، فابهجت به الآمال وسار ذكره فى الأعمال وكان ذلك من حسنات مولانا السلطان المشهورة ومحاسنه الى هى فى صحائف الأيام مسطورة، فعظم الله أجوره ولا برحت مساجد الله بأبالته معمورة .ومما قيل فى الجامع المذكور ال وذكر ما صرفه مولانا السلطان إليه من المال المبرور أبيات : (قال الراوى) :

....

أبدأ بعزك دست ملكك معسلم

وجعلت شكران التمكن جامعا

قد وفرت من آجره لك أسهم

جاريت فيه التيل نبلا فاغتدى

يجرى ليدرك ما جود وتنعم

عوضته بالتين تيرا فاغتدى

قوت القلوب به ونعم المغم

الوبذلت حل المال فيه طيبا

والحل أطيب ما ينيل المنعم

شرفت به تلك البقاع فأصبحت

بعد الهوان مدى الزمان تعظم

وإذا نظرت إلى البقاع وجدتها

تشفى كما تشفى الرجال وتنعم

Halaman 226