150

ودخلت سنة ثلاث وسبعمائة :

فيها هلك قازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ملك التتار ، واستقر أخوه خربندا فى السلطتة بعده، وكان سبب هلاكه مع انقضاء آجله ما جرى ل على عسا كره من الكسرة الى عفت آثار هم وقطعت أعمارهم وأذاقهم مرارة الإذلال وأنكت فيهم نكاية باقية بقاء الأيام والليال، فازداد هما ومرض بحمى فكان الحمام بها محموما مقرونا ولم تجد لها شفاء ولا منها سكونا ، وكانت فى الثالث عشر من شوال بعد الوقعة بأربعين يوما . فلله درها من تصرة تسلطت فيها السيوف وانبسطت سها فى الأعداء يد الحتوف وفعلت فعلها فيهم البواتر وأثرت آثارها فى الغائب منهم كما أثرت فى الحاضر ، فلم يسمع بوقعة ظهرت لها هذه الآثار ولا سطرت عنها هذه الأخبار. وفى هذه السنة ، أخرج الشريفان رميثة وحميضة ولذا أبى نمى من الاعتقال وأعيدا إلى مكة شرف الله قدرها وحضر أخواهما عطيفة وأبو الغيث إلى الباب. وفيها وقع ببلاد قاقون وأعمالها جراد طبق الأفق وقلق له الخلق ثم ذهب ولم يؤذ شييا ال من الزرع ولا من الغرق . وفيها شن عسكر حلب الغارة على بلاد الأرمن ثم جرد الأمير بدر الدين أمير سلاح والأمير علم الدين الصوابى والأمير شمس الدين سنقرشاه ومضافوهم إلى الشام ، فأقام الأمير بدر الدين أمير سلاح بحلب ال و دخل العسكر وبقية الأمراء إلى ميس فأغاروا وغنموا ما شاءوا ونهبوا ما أصابوا وعادوا سالمين . وفيها نقل ناصر الدين محمد الشيخى والى الجيزة الى الوزارة عوضا عن الأمير عز الدين أيبك البغدادى، فأحدث رسوما جاثرة وحوادث ظاهرة ، ولم يراقب الله فى خلائقه ولا خاف عواقب الظلم

Halaman 174