Tuhfa Ciraqiyya

Ibn Taimiyah d. 728 AH
5

Tuhfa Ciraqiyya

التحفة العراقية في الأعمال القلبية

Penerbit

المطبعة السلفية

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

1402 AH

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

Tasawuf
وُجُوهكُم قبل الْمشرق وَالْمغْرب وَلَكِن الْبر من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَالْمَلَائِكَة وَالْكتاب والنبيين إِلَى قَوْله أُولَئِكَ الَّذين صدقُوا وَأُولَئِكَ هم المتقون وَأما المُنَافِقُونَ فوصفهم بِالْكَذِبِ فِي آيَات مُتعَدِّدَة كَقَوْلِه الْبَقَرَة فِي قُلُوبهم مرض فَزَادَهُم الله مَرضا وَلَهُم عَذَاب أَلِيم بِمَا كَانُوا يكذبُون وَقَوله أول المُنَافِقُونَ إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ قَالُوا نشْهد إِنَّك لرَسُول الله وَالله يعلم إِنَّك لرَسُوله وَالله يشْهد إِن الْمُنَافِقين لَكَاذِبُونَ وَقَالَ التَّوْبَة فأعقبهم نفَاقًا فِي قُلُوبهم إِلَى يَوْم يلقونه بِمَا أخْلفُوا الله مَا وعدوه وَبِمَا كَانُوا يكذبُون وَنَحْو ذَلِك من الْقُرْآن كثير وَمِمَّا يَنْبَغِي أَن يعرف أَن الصدْق والتصديق يكون فِي الْأَقْوَال والأعمال كَقَوْل النَّبِي ﷺ فِي الحَدِيث الصَّحِيح كتب على ابْن آدم حَظه من الزِّنَا فَهُوَ مدرك ذَلِك لَا محَالة فالعينان تزنيان وزناهما النّظر والأذنان تزنيان وزناهما السّمع وَالْيَدَانِ تزنيان وزناهما الْبَطْش وَالرجلَانِ تزنيان وزناهما الْمَشْي وَالْقلب يتَمَنَّى ويشتهي والفرج يصدق ذَلِك ويكذبه وَيُقَال حملُوا على الْعَدو حَملَة صَادِقَة إِذا كَانَ إرادتهم الْقِتَال ثَابِتَة صَادِقَة وَيُقَال فلَان صَادِق الْحبّ والمودة وَنَحْو ذَلِك وَلِهَذَا يُرَاد بالصادق الصَّادِق فِي إِرَادَته وقصده وَطَلَبه وَهُوَ الصَّادِق فِي عمله ويريدون الصَّادِق فِي خَبره وَكَلَامه وَالْمُنَافِق ضد الْمُؤمن الصَّادِق وَهُوَ الَّذِي يكون كَاذِبًا فِي خَبره أَو كَاذِبًا فِي عمله كالمرائي فِي عمله قَالَ الله تَعَالَى النِّسَاء إِن الْمُنَافِقين يخادعون الله وَهُوَ خادعهم وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلَاة قَامُوا كسَالَى يراؤون النَّاس الْآيَتَيْنِ وَأما الْإِخْلَاص فَهُوَ حَقِيقَة الْإِسْلَام إِذْ الْإِسْلَام هُوَ الاستسلام لله لَا لغيره كَمَا قَالَ تَعَالَى الزمر ضرب الله مثلا رجلا فِيهِ شُرَكَاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هَل يستويان الْآيَة فَمن لم يستسلم لَهُ فقد استكبر وَمن استسلم لله وَلغيره فقد أشرك وكل من الْكبر والشرك ضد الْإِسْلَام وَالْإِسْلَام ضد الشّرك وَالْكبر وَذَلِكَ فِي الْقُرْآن كثير وَلِهَذَا كَانَ الْإِسْلَام شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَهِي متضمنة عبَادَة الله وَحده وَترك عبَادَة مَا سواهُ وَهُوَ الْإِسْلَام الْعَام الَّذِي لَا يقبل الله من أحد من الْأَوَّلين والآخرين دينا سواهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى آل عمرَان وَمن يبتغ غير الْإِسْلَام دينا فَلَنْ يقبل مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَة من الخاسرين وَقَالَ آل عمرَان شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَة وأولو الْعلم قَائِما بِالْقِسْطِ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام وَهَذَا الَّذِي ذكرنَا مِمَّا يبين

1 / 41