Tuhfa Ciraqiyya

Ibn Taimiyah d. 728 AH
40

Tuhfa Ciraqiyya

التحفة العراقية في الأعمال القلبية

Penerbit

المطبعة السلفية

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

1402 AH

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

Tasawuf
الْمَائِدَة نَحن أَبنَاء الله وأحباؤه وَيُوجد فِي مدعى الْمحبَّة من مُخَالفَة الشَّرِيعَة مَالا يُوجد فِي أهل الخشية وَلِهَذَا قرن والخشية بهَا فِي قَوْله ق هَذَا مَا توعدون لكل أواب حفيظ من خشِي الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بقلب منيب ادخلوها بِسَلام ذَلِك يَوْم الخلود وَكَانَ الْمَشَايِخ المصنفون فِي السّنة يذكرُونَ فِي عقائدهم مجانبة من يكثر دَعْوَى الْمحبَّة والخوض فِيهَا من غير خشيَة لما فِي ذَلِك من الْفساد الَّذِي وَقع فِيهِ طوائف من المتصوفة وَمَا وَقع فِي هَؤُلَاءِ من فَسَاد الِاعْتِقَاد والأعمال أوجب إِنْكَار طوائف لأصل طَريقَة المتوصفة بِالْكُلِّيَّةِ حَتَّى صَار المنحرفون صنفين صنف يقر بِحَقِّهَا وباطلها وصنف يُنكر حَقّهَا وباطلها كَمَا عَلَيْهِ طوائف من أهل الْكَلَام وَالْفِقْه وَالصَّوَاب إِنَّمَا هُوَ الْإِقْرَار بِمَا فِيهِ وَفِي غَيرهَا من مُوَافقَة الْكتاب وَالسّنة وَالْإِنْكَار لما فِيهَا وَفِي غَيرهَا من مُخَالفَة الْكتاب وَالسّنة وَقَالَ تَعَالَى آل عمرَان قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله وَيغْفر لكم ذنوبكم فاتباع سنة رَسُوله ﷺ وَاتِّبَاع شَرِيعَته بَاطِنا وظاهرا هِيَ مُوجب محبَّة الله كَمَا أَن الْجِهَاد فِي سَبيله وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه هُوَ حَقِيقَتهَا كَمَا فِي الحَدِيث أوثق عرى الْإِيمَان الْحبّ فِي الله والبغض فِي الله وَفِي الحَدِيث من أحب لله وابغض لله وَأعْطى لله وَمنع لله فقد اسْتكْمل الْمحبَّة وَكثير مِمَّن يدعى الْمحبَّة هُوَ أبعد من غَيره عَن ابْتَاعَ السّنة وَعَن الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَعَن النَّهْي عَن الْمُنكر وَالْجهَاد فِي سَبِيل الله ويدعى مَعَ هَذَا أَن ذَلِك أكمل لطريق الْمحبَّة من غَيره لزعمه أَن طَرِيق الْمحبَّة لله لَيْسَ فِيهِ غيرَة وَلَا غضب لله وَهَذَا خلاف مَا دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة وَلِهَذَا فِي الحَدِيث الْمَأْثُور يَقُول الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة ايْنَ المتحابون بجلالي الْيَوْم أظلهم فِي ظِلِّي يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظِلِّي فَقَوله أَيْن المتحابون بِجلَال الله تَنْبِيه على مَا فِي قُلُوبهم من إجلال الله وتعظيمه والتحاب فِيهِ وَبِذَلِك يكونُونَ حافظين لحدوده دون الَّذين لَا يحفظون حُدُوده لضعف الْإِيمَان فِي قُلُوبهم وَهَؤُلَاء الَّذين جَاءَ فيهم الحَدِيث حقت محبتي للمتحابين فِي وحقت محبتي للمتجالسين فِي وحقت محبتي للمتزاورين فِي وحقت محبتي للمتابذلين فِي وَالْأَحَادِيث فِي المتحابين لله كَثِيرَة وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي ﷺ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله إِمَام عَادل وشاب نَشأ فِي عبَادَة الله وَرجل

1 / 76