Tuhfa Ciraqiyya

Ibn Taimiyah d. 728 AH
24

Tuhfa Ciraqiyya

التحفة العراقية في الأعمال القلبية

Penerbit

المطبعة السلفية

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

1402 AH

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

Tasawuf
إِلَى قَوْله قل أَفَرَأَيْتُم مَا تدعون من دون الله إِن أرادني الله بضر هَل هن كاشفات ضره الْآيَة إِلَى قَوْله الزمر أم اتَّخذُوا من دون الله شُفَعَاء قل أولو كَانُوا لَا يملكُونَ شَيْئا وَلَا يعْقلُونَ قل لله الشَّفَاعَة جَمِيعًا لَهُ ملك السَّمَاوَات وَالْأَرْض ثمَّ إِلَيْهِ ترجعون وَإِذا ذكر الله وَحده اشمأزت قُلُوب الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة وَإِذا ذكر الَّذين من دونه إِذا هم يستبشرون إِلَى قَوْله قل أفغير الله تأمروني أعبد أَيهَا الجاهلون إِلَى قَوْله بل الله فاعبد وَكن من الشَّاكِرِينَ وَقَالَ تَعَالَى فِيمَا قصه من قصَّة آدم وإبليس أَنه قَالَ ص فبعزتك لأغوينهم أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادك مِنْهُم المخلصين وَقَالَ تَعَالَى الْحجر إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان إِلَّا من اتبعك من الغاوين وَقَالَ النَّحْل إِنَّه لَيْسَ لَهُ سُلْطَان على الَّذين آمنُوا وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانه على الَّذين يتولونه وَالَّذين هم بِهِ مشركون فَبين أَن سُلْطَان الشَّيْطَان وإغواءه إِنَّمَا هُوَ لغير الملخصين وَلِهَذَا قَالَ فِي قصَّة يُوسُف وَكَذَلِكَ لنصرف عَنهُ السوء والفحشاء إِنَّه من عبادنَا المخلصين وَأَتْبَاع الشَّيْطَان هم أَصْحَاب النَّار كَمَا قَالَ تَعَالَى ص لأملأن جَهَنَّم مِنْك وَمِمَّنْ تبعك مِنْهُم أَجْمَعِينَ وَقد قَالَ سُبْحَانَهُ وَالنِّسَاء إِن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء وَهَذِه الْآيَة فِي حق من لم يتب وَلِهَذَا خصص الشّرك وَقبل مَا سواهُ بِالْمَشِيئَةِ فَإِنَّهُ لَا يغْفر الشّرك لمن لم يتب مِنْهُ وَمَا دونه يغفره لمن يَشَاء وَأما قَوْله الزمر قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم لَا تقنطوا من رَحْمَة الله إِن الله يغْفر الذُّنُوب جَمِيعًا فَتلك فِي حق التائبين وَلِهَذَا عمم وَأطلق وَسِيَاق الْآيَة يبين ذَلِك مَعَ سَبَب نُزُولهَا وَقد أخبر سُبْحَانَهُ أَن الْأَوَّلين والآخرين إِنَّمَا أمروا بذلك فِي غير مَوضِع كالسورة الَّتِي قَرَأَهَا النَّبِي ﷺ لما أمره أَن يقْرَأ عَلَيْهِ قِرَاءَة إبلاغ وإسماع بِخُصُوصِهِ فَقَالَ الْبَيِّنَة وَمَا تفرق الَّذين أُوتُوا الْكتاب إِلَّا من بعد مَا جَاءَتْهُم الْبَيِّنَة وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين حنفَاء الْآيَة وَهَذَا حَقِيقَة قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَبِذَلِك بعث جَمِيع الرُّسُل قَالَ الله تَعَالَى الْأَنْبِيَاء وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول إِلَّا نوحي إِلَيْهِ أَنه لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدون وَقَالَ الزخرف واسأل من أرسلنَا من قبلك من رسلنَا أجعلنا من دون الرَّحْمَن آلِهَة يعْبدُونَ وَقَالَ تَعَالَى النَّحْل وَلَقَد بعثنَا فِي كل أمة رَسُولا أَن اعبدوا الله وَاجْتَنبُوا الطاغوت وَجَمِيع الرُّسُل افتتحوا دعوتهم بِهَذَا الأَصْل كَمَا قَالَ نوح ﵇ الْأَعْرَاف اعبدوا الله مَا لكم من إِلَه غَيره وَكَذَلِكَ

1 / 60