التحفة العامية في قصة فنيانوس
التحفة العامية في قصة فنيانوس
تأليف
شكري الخوري
الفصل الأول
ملاقاة فنيانوس مع أبو الأجران
- فنيانوس ولا غلطان؟ - لا موش غلطان، فنيانوس وشقفة، وانت؟ موش ابو الاجران ولا أنا عميان؟ - أبو الاجران ونكعة. أهلا وسهلا، أهلا بفنيانوس، كيف حالك؟ كيف خاطرك؟ كيف صحتك؟ إنشالله مريض! كيف حال من فارقت؟ (صبور تا آخذ نفس.) ورك يا مقصوف الدينة ، كيف كيفك؟ قول لي؟ وشو هالرجعة؟ بعلمي قلت ما بقيت ترجع عالبرازيل. إنشالله ما صار لك دوخة بالبحر! - الحمد لله، مع توجهات أنظارك، بكل صحة. وانت كيف حالك؟ كيف صحتك؟ مشتاقين يا ابو الاجران. وين كل هالمدة؟ ما حدا سامع لك حس ولا حسيس. - من وقت اللي سافرت يا فنيانوس عالبلاد وأنا ما لي نفس لا اكتب ولا اعمل شي، بحيث هالملعون اللاوص بعده بيحكمني. وكمان جريدة الأصمعي ما عادت طلعت. - وانت شو كان مانعك عن الكتيبة؟ وين وعدك لي إن عند وصولك عابيروت بتكتب لي وتطمني عن وصولك؟ - شو بدي طمنك وشو بدي قول لك؟ من يوم اللي سافرت فيه من السنط (كانت ساعة سودا)، لحد هالساعة ما شفت ولا يوم متل الخلق، ولا فضي فكري ولا دقيقة، مصرياتي راحوا، الله لا يريحك، ورجعت هلق متل مانك شايف، إيد لخلف وايد لقدام. - ليش؟ خبرني شو جرا لك؟ شو صابك؟
الفصل الثاني
في مينة الإسكندرية
- تا أحكي لك ياها من أولتها: لما وصلنا، يا سيدنا ملا إنت، إلى إسكندرية طلع عبالي النزول تا اتفرج عالبلد، قول، نزلت أنا وواحد ابن عرب آدمي متل حكايتك، ولكن حمار شوي. - متل حكايتي آدمي ولطيف، ولكن حمار شوي! منيح! كفي حديثك، ما بيسايل، بيجي لك دور يا مضروب الدم. حمار أنا، آه! - أنا موش نيتي هيك، يا ابو الاجران، ليش بتضل نيتك سودا؟ - منيح، خلصنا، كفي تا نشوف. - قول، يا أفندم، وبوجي دغري عابياع الطرابيش، اشتريت طربوش ومسكت لك البرنيطة من طرف ودعست على طرفها الثاني وخزقتها شقفتين. قلت: الله لا يردك. ولبست لك الطربوش، يا ابو الاجران، شو بدي أحكي لك؟ وما بقى أبدع من هيك ولا ألطف من كدا. - مبين صرت تحكي مصري يا مضروب. - أمال إيه؟ ياخي دنا من وقت اللي حطيت رجلي عالبر ما كنت أسمع إلا كلمة: كدا، وكداهو، وكدا أمال، وداهية تشيلك كدا، والحالة كلها كدا بكدا. ولكن بالحق انبسطنا كثير وكنت بشتهيك. - كيف شفت البلاد وأهلها؟ - أهاليها ألطف من هيك ما بقى يصير، وبتلاقي الأمان راخي عصاته، لا بيخاف الواحد من تسطي ولا من تعدي، وكل واحد شايف شغله بحاله، حتى إن البحرية من ألطف ما يكون، صاروا يقولوا لنا وقت اللي وصلنا: «موش راح تنزلوا تتفسحوا في البلد يا بو الشام؟ الحمد لله على سلامتكم.» فشو بدك أحسن من هيك؟ - ادعي للحكم يا فنيانوس؛ لأن الحكومة في مصر من أحسن ما وجد، فمتى كان الحكم عادل والمساواة موجودة بين الناس بتستقيم الأعمال ويمشي الديب والغنم سوا. خبرنا شو شفت وشو قشعت؟
Halaman tidak diketahui