قال: بيظهر يا ابني، ما لهم خاطر من أول الأمر، ومسألة البيت عملوها حدفة. وكمان أنت تعوقت بالعمار.
قلت اله: هيك لكان؟ الله لا يرحم قرامي جدهن العتيق، عملوها بهالدقن. ما بيسايل، الله بيفرجها! مسيناك يا بونا. - يسعد مساك. - وبوجي عالبيت لعند عمتي، خبرتها بالمسألة حرف بحرف، وعينك تشوفها.
ومين بعد بيقدر يهديها؟ قامت لك من طيز الضو واستعدت للوصف، وانسحبت متل النمس وراحت عا بيت الجماعة وبلشت: يا اللي طول عمركن شحادين! يا اللي بتناموا تلات ليالي من غير عشا! يا اللي بتطبخوا عالشمس! يا اللي ما بتشموا ريحة اللحم إلا من السنة للسنة! يا حلكن، يا ترككن، يا صفتكن، يا نعتكن! ما زال ما بدكن تعطوا البنت لفنيانوس ليش بتقولوا عمر البيت ونحن منعطيك؟ خليتوه يتكلف ويصرف مصرياته. ما بتعرفوا إن صرمايته بتسوى ألف بنت متل بنتكن؟ هدا اللي عمركن ما بتشوفوا متله، الشب العيوق اللي قيمته ما بتنقص عن خمسين رطل مزندة، واللي بياكل عا وقعته عشرين محشاية، واللي بيشرب رطل عرق عا فرد قعدة! وبألف جهد تا قدرنا رجعناها عالبيت، راحت تا توصفهن كانت تبهدلني، قال باكل عا وقعتي عشرين محشاية! يعني قضت غرض الزبونة!
الفصل التاسع عشر
القن! القن!
أخيره: أنا لمن شفت مسألة الزواج متصعبة بهالمقدار: قلت: ريح فكرك يا صبي بوقت الحاضر وكفي عمار البيت وبعده بيدبرها الله، وفضلت المعلمين تشتغل، وبلشت عمتي تجي توقف عا إيديهن ساعة تقول لهم: هالحجر بده شحفة، وهدا بده بغرينة، وهدا ما بيسوى زاوية، وهالحجر بده شطف من رأسه، حتى ضجروا الشغيلة وعافوا دينهم. وشوي ما شفت لك ياها إلا وصرخت عا مدا صوتها: القن! مبين موش عاملين قن! قلت الها: يا عمتي شو القن؟ هلق بعد بيعملوا قنان؟ هالحكي كان عا أيام بواريد بو فتيل! يا لطيف، وقامت فعطت فيي صوت طوشتني وقالت: البيت بيكون من غير قن ويوك وطاقة للبسينة؟ قلت لها: مبين كنا بواحد وصرنا بتلاتة. كنا بالقن، صرنا باليوك، وطاقة البسينة. وصرت أحكي معها برواق وقول لها: يا روحي، ريتك تقبريني، هالموضة بطلت وما بقى دارج لا اليوك ولا القن، حاجة حكي، قنقنتي قلبي! وكاعمتي بيكفيني مصابي. قالت: أبدا، القن واليوك قبل كل شي، وإلا يا أنا يا أنت بهالضيعة. وحرجت المحترق ديبها ووقفت بالسهلة. وحياتك بها القوة بدها القن واليوك والطاقة، ساعتها صارت مرايري تغلي، وأنا من غير شي روحي طالعة منها كل هالمدة؛ لأنها دوقتني المر تا يحلى، ولمن بشوف لك هالشغيلة مقبعة معهم منها أتظنطر كلني سوا، وهي كل مالها تزيد بالعياط وتقول: يه، يه، يه! فنيانوس بده يعمل عالموضة! عمركن سمعتوا يا ناس بيت من غير قن ومن غير يوك ومن غير طاقة للبسينة؟! منين بدها تطلع تقضي غرض الليل؟ ما حدا بزمانه قال إن البيت بيكون من غير قن ويوك!
الفصل العشرون
موش شغل أوادم!
ولمن شفت إنه ما لها دوا قلت ما بقى بدها! المسألة حمضت! ومن غير شي راحت العروس من إيدي، راح أفقع! وصايرة الدنيا بعيني سودا متل الزفت، بزقت عا كفي وقلت: يا دايم. ورحت ناسفها كف كانت تجي ملقحة عالحجار، وصرخت: وليي! قتلني فنيانوس، كسر لي إيدي. يقاصرك ربي من عنده، الغضب اللي نزل عاتينة الحميرية ينزل عليك يا فنيانوس. ركدت المعلمين، ركدوا هالناس، قربت أنا تاشوف، لقيت لك إيدها مكسورة من الكوع، ضربت كف عا كف وقلت: يا وقعة اللي ما لها طب! اجتمعت لك هالعالم والجيران، وصار كلمن يحكي له كلمة، واحد يقول: شو ها الشغل هدا يا فنيانوس؟ والتاني يقول: هدا موش شغل أوادم. واللي غاظني أكتر من الكل: الخوري توما، جايي لك مهول ورافع عصاته. قلت له: شو باك يا ابونا؟ قال: شو بني يا مغضوب؟ كمان بترد بوجي! ما بيكفي ضربت عمتك وكسرت لها إيدها؟ يا حملا بو أميركا اللي خلتنا ننهان بهالآخرة وصار الفايز يظهر براعته! لمن شفت لك المسألة هيك طلع حليب النور براسي، وبلشت كرفت لهالناس، أنا عيط من هون والخوري يتغضب من هون والناس تصرخ من هونيك، وعمتي حاملينها ومدخلينها عالبيت ومكسورة إيدها وهي تصرخ: القن واليوك والطاقة، وكانت لك ساعة ولا يوم القيامة. فتش يا فنيانوس على مجبر! مين بيعرف مجبر؟ قالوا: بو زعتر السكاف. جبناه، صار يدسدس، قال متل الجراحين الكبار اللي ما بيخفى عليهن شي، والمصيبة جايي ووزرة الجلد بعدها معلقة برقبته والمخرز بيده! الخلاصة ربط لها ايدها وتركها، قال: تا تاخد حدها بالورم، وبعد ما إجا عمل لها الجبار، ارتاحت شوي على كل حال.
الفصل الحادي والعشرون
Halaman tidak diketahui