حرف الهمزة
بيت الأنصاري
" بيت الأنصاري " نسبة الأنصار الذين نصروا النبي ﷺ وإليهم ينتسب كثير. ولكن هذا البيت مخصوص بهذه النسبة وشهير بها. وإذا وجد منهم أحد في بلد فيكون في غاية القلة. وهو على صحة نسبهم الشريف من أقوى الأدلة. لقوله ﵊: " الناس يكثرون والأنصار يقلون حتى يصيروا كالملح في الطعام ".
ويعرف قديمًا ببيت الزرندي نسبة إلى زرند، قال المجد في تاريخه للمدينة المنورة المسمى ب " المغانم المستطابة في معالم طابه " ما نصه: وزرند قرية من أعمال المدينة المنورة من جهة الشام بقرب وادي القرى. أخبرني بها شيخنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الزرندي الأنصاري محدث حرم رسوله الله ﷺ وهو ثقة.
وذكر أيضًا في القاموس: أن زرند اسم موضع في المدينة.
1 / 7
وقد ذكرهم كثير من مؤرخي المدينة المنورة: أجلهم الحافظ أبو الخير محمد السخاوي في تاريخه الكبير والمعجم المسمى ب " الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع " و" التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة " وأطال وأطاب فيهم جزاه الله خيرًا.
وقد جمعت لهم تأليفًا لطيفًا يشتمل على كثير من الفوائد والصلات والعوائد المتعلقة بالسادة الأنصار، وذكر ما لهم من الفخار، وجاءني مجلد عظيم المقدار نحو عشرين كراسًا. وسميته " نشر كمائم الأزهار المستطابة في نشر تراجم الأنصار طابه ".
وذكر السخاوي في تاريخه ما نصه: بيت الزرندي بيت كبير وبالعلم والدين شهير. أصلهم يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود ابن الحسن. وله من الأولاد: أحمد وعلي وكمال محمد قادر.
1 / 8
" أما أحمد ف " فهو والد موفق الدين أبي الخير محمد، وجلال الدين أبي اليمن عبد الله.
وعلي هو صاحب " المفاخرة بين الحرمين " وله من الأولاد: عبد الرحمن وعبد الوهاب " وفتح الدين أبو الفتح - ويقال له محمد - ومحب الدين محمد " وخديجة وعائشة.
ومحمد بن يوسف له من الأولاد: السراج عبد اللطيف ومحمد ولهما من الأولاد: الشمس محمد، وأحمد، والكمال أبو الفضل محمد، وأبو طاهر " و" أبو الفرج وعبد الله الدشطي الذي هو بالمشرق واستوطنه. وله به بنون منهم " فضل ".
1 / 9
فأما عبد الرحمن بن علي فلم أقف له على عقب.
وأما عبد الوهاب فله فتح الدين أبو الفتح محمد.
وأما أخوهما أبو الفتح فله: حسن ويوسف وعلي والطيب وأبو السعود.
وأما محب الدين فكان شافعيًا، وله التاج عبد الوهاب، والسراج عمر والبهاء محمد.
ثم إن لأبي الفتح محمد بن عبد الوهاب: أحمد، وسعدًا، وسعيدًا، وعبد الله، ومحمدًا، وسارة، وعائشة، وفاطمة.
فالأولان ومحمد لم أقف لهم على ذكور. نعم كان لسعد ولد يدعى أبا السعادات توفي عن نحو عشر سنين.
1 / 10
وسعيد له النور علي وأبو الفتح محمد.
وعبد الله له ثلاثة: أفضلهم مجد الدين ونجم الدين، وشمس الدين.
وعائشة وسارة زوجه " ما " عبد العزيز بن عبد السلام الآتي ذكره واحدة بعد أخرى.
فله من سارة: عمر، وعائشة، وزينب، فعائشة هي زوجة القاضي خير الدين السخاوي بن القصبي، وقبله الخطيب شمس الدين الريس وقبله أبو الفضل بن المحب المطري ... وأولدها آمنة. والآن هي تحت المحب بن القصبي.
وزينب تزوج بها أبو الفرج بن المراغي وفارقها واستمرت أيما.
وأما فاطمة ثالثة بنات أبي الفتح، فتزوجها أبو الفضل محمد المراغي المقتول. وماتت هي أيضًا بعده بقليل.
1 / 11
ثم حسن بن أبي الفتح محمد بن علي لم أقف له على ولد.
ثم أخوه علي وهو القاضي نور الدين له: فتح الدين محمد المدفون في رحاب سيد الشهداء حمزة ﵁ " وأخوهما يوسف، وله علي " توفي سنة ١٠٩٢.
وأخوهم أبو الطيب له أحمد مات بمكة. وله ولد يدعى زين الدين، سافر إلى العجم ثم المغرب.
وأخوهم أبو السعود، ولم أقف له " على عقب ".
وأما عبد الوهاب بن المحب فله من الأولاد معاذ، وعبد السلام، وعبد الواحد، ومحمد، وكلهم أشقاء إلا الأول.
والسراج عمر بن محب الدين له: عبد الوهاب ومحمد ورقية. ماتوا عن آخرهم. وليس لهم ذكر.
وأخوهما البهاء محمد: وله عبد الباسط وعبد الرحمن
1 / 12
وأبو الفضل. ماتوا عن غير ذكر. إلا أبا الفضل فخلف ولدًا " محمدًا " مات مطعونًا بمصر.
ثم إن أحمد بن عبد اللطيف له: عبد الله، ومحمد.
ولأخيه الكمال محمد، عبد اللطيف وعبد الملك وأبو الفرج.
ولأخيهما أبي الطاهر من الأولاد: محمد، والد عبد العزيز.
ولأخيهم أبي الفرج من الأولاد: عبد الرحمان، وعبد السلام.
ولأولهما: أحمد، والد عبد الرحمان ومحمد، وهما في الأحياء.
وست الجميع بنت أحمد. وأيضًا هي تحت علي بن سليمان الطحان.
1 / 13
ولثانيهما عبد العزيز، والد عمر وإخوته.. انتهى كلام الحافظ السخاوي.
وقد ترجم غالب من ذكره من هذه الأصول والفروع. وقد أهمل كثيرًا من فروع هذا المجموع. وذلك من قلة العلم بأصولهم وعدم تفصيلهم. وسنتبع - إن شاء الله تعالى - ما أهمله ونلحقه ما أجمله. وأيضًا نلحق من ولد وحدث بعد وفاته إلى تاريخ هذا الكتاب، وإثباته على نمط حسن وضبط مستحسن.
وأول من ترجمه السخاوي من أهل هذا البيت الذي ليس في شرفه " لو " ولا " ليت " أصلهم الأصيل بما نصه: " الشيخ يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن الإمام عز الدين أبو المظفر وأبو محمد وأبو يعقوب بن الشمس أبي علي بن الجمال الأنصاري الخزرجي المدني الحنفي يعرف بالزرندي. ولد سنة ٦٠٦ وتوفي بطريق العراق ذاهبًا سنة ٧١٢. وقد رآه الشيخ محمد العصامي في المنام. وقال له: سلم على أولادي وقل لهم: لقد حملت إليكم، ودفنت في البقيع عند قبة العباس ﵁ فإذا أرادوا زيارتي فليقفوا هناك ويسلموا علي ويدعوا إلي. ".
وقد ذكره المجد الفيروز أبادي في تاريخه للمدينة المنورة. " وذكره الشيخ ابن فرحون في تاريخه للمدينة المنورة " أيضًا
1 / 14
وذكره الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. وذكره الشيخ الصالح محمد بن صالح في تاريخه للمدينة المنورة. وكثير من المؤرخين المحققين. وقد ترجم جده محمد بن محمود ووالده العلامة الشيخ تاج الدين السبكي في طبقاته الثلاث: الكبرى والوسطى والصغرى بما صورته: " ... محمد بن محمود ابن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عكرمة ابن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري، خادم رسول الله ﷺ وشرف وكرم " يقول كاتبه - لطف الله به - توفي الحافظ السخاوي المؤرخ المذكور بالمدينة المنورة سنة ٩١١ وترك من المترجمين المذكورين في قيد الحياة الشيخ عمر بن عبد العزيز والد سالم وعمر، المعروف بالأشهل. وقد ماتا ولم يعقبا في حدود سنة ٩٨٢، ومنهم القاضي محمد شمس الدين بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي ابن يوسف.
ومنهم ولده الأمجد شهاب الدين أحمد، والد عبد الرحمن الأحمدي، ومحمد، ومريم، وزينب.
فأما الشيخ وجيه الدين عبد الرحمان بن شهاب الدين أحمد ابن
1 / 15
القاضي شمس الدين محمد المذكور أعلاه فمولده في حدود سنة ٩١٥. وتوفي في حدود سنة ٩٩٢ بالمدينة المنورة بعد أن كف بصره. وكان فقيهًا عالمًا، فاضلًا عاملًا. وأعقب من الأولاد ثلاثة: أحمد، وعبد الرحيم، ومحمدًا. وأعقب من البنات ثلاثًا: أم الحسين فاطمة، وأمة الرحمان، وزينب. وقد انقرض عقبهن.
فأما محمد فأعقب: محمد سعيد، والد ستيت، وفاطمة المتوفاة في سنة ١١١٦، والدة العلامة أحمد أفندي شيخي زاده المدرس المتوفى سنة ١١٢٤، والد صاحبنا الفاضل الأمجد محمد أفندي شيخي زاده المتوفى في حدود ١١٦٨. ومولده في سنة ١١١٣.
وأعقب محمد أفندي المذكور بنتين أعقبت إحداهما ولدين ذكورًا، وبنتًا، اسمها فاطمة تزوجها السيد خليفة الأدنوي، وأما الولدان: محمد وحسن " ف " من الخطيب أبي اللطيف البري. وهما في قيد الحياة. وقد ذكرتهم في محلهم في بيت " شيخي ".
وأما عبد الرحيم فأعقب: حسنًا، المتوفى في المغرب في حدود سنة ١٠٨٨ عن بنت تسمى زينب، وتزوجها العم الخطيب أحمد الأنصاري وتوفيت في حدود سنة ١١١٤ عن غير ولد. ومن بعد وفاتها آل إلينا وقف " الحديقة المكارمية " الكائنة بقرب الباب الشامي، والبيت الكبير الكائن برأس زقاق " عانقاي " بموجب شرط الواقفة والدة حسن
1 / 16
المزبور وهي المرأة الصالحة الشيخة فاطمة بنت الشيخ محمد مكارم الشافعي، وكانت صاحبة ثروة. وورثها الجد يوسف والعم أحمد.
وأما أحمد فأعقب: عبد الله - مات صغيرًا - وعبد الكريم، مولده في حدود سنة ٩٩٣ ووفاته بالمدينة المنورة في حدود سنة ١٠٦٨ وأعقب من الأولاد: عبد القادر، والد آمنة المتوفاة عن غير ولد. وكان بصيرًا، ومحمد مكي، ويوسف، وعبد الرحيم.
فأما محمد مكي فمولده بمكة المكرمة سنة ١٠٣٣ ونشأ على طلب العلم. وتأدب حتى بلغ إلى أعلى المراتب. وكان حسن الخط والحظ. ورحل إلى الروم سنة ١٠٦٣، وتقرر بالفرمان في وظيفتي خطابة وإمامة بالمسجد النبوي. ثم رحل مرة أخرى إلى الروم وبلغ ما يروم. وذلك في سنة ١٠٨٠ صحبة صاحبه الأديب البارع الخطيب إبراهيم الخياري. وقد ذكره في رحلته المشهورة وذكر وفاته بطريق مصر المحروسة مطعونًا مبطونًا. ودفن بمقبرة قرية العقبة، - رحمه الله تعالى -. وذلك في شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٠٨١.
وأعقب من الأولاد: سليمان، وتوفي بمصر مطعونًا أيضًا عن غير ولد في سنة ١٠٨٩.
وعبد الله مات عن غير ولد.
1 / 17
ومحمد نشأ على طريقة والده. وكان خطيبًا أديبًا رحل إلى الروم في حدود سنة ١١٠٦، وتوفي بالمدينة المنورة عن غير ولد - رحمه الله تعالى - في سنة ١١١٨، ومولده في سنة ١٠٧٨. وكان متزوجًا على الخالة صفية بنت محمد سعيد سيدون.
وبديعة بنت محمد مكي المذكور مولدها في سنة ١٠٧٩ ووفاتها في حدود سنة ١١٤٣ في محرم الحرام. وكانت امرأة كاملة، عاقلة مشهورة، تزوجها الريس أبو العز الحنبلي ولم تعقب. وفرغت في سنة ١١٤٠ من تعلقاتها من الرومية القديمة في سنة ١١٤٠ وكتبها في الدفاتر الأربعة مرتب خيرات بديعة الأنصارية وذلك عن قراءة قرآن عظيم الشأن بحرم سيد ولد عدنان، وسبيل ماء، وغير ذلك مما هو مشروح في الحجة المؤرخة سنة ١١٤٠. وشرطت النظر للمرحوم سيدي الوالد. ثم من بعده لأولاده وأولاد أولاده الخ ...
وأما عبد الرحيم بن عبد الكريم فأعقب من بنتًا ماتت صغيرة. وكانت وفاته سنة ١٠٨٥.
وأما يوسف بن عبد الكريم فمولده بالمدينة المنورة في حدود سنة ١٠٥٢؛ فنشأ على العلم والعمل والعبادة والصلاح، وحج نحو أربعين حجة. وتوفي بعرفة ملبيًا يوم الاثنين سنة ١١١٨؛ ودفن بها. وقبره بها ظاهر يزار. وعليه ما شاء الله من الأنوار. وقد شرح مقدمة الشيخ الدلجي في مصطلح الحديث سماه " فتح الكريم المنجي في شرح مقدمة الدلجي " وجمع مجاميع كثيرة في كل فن بخطه الحسن.
1 / 18
وأعقب من الأولاد الأمجاد: أحمد، وعبد الكريم، وعبد الرحيم، وخديجة.
فأما أحمد فمولده في حدود سنة ١٠٨٠ وأمه كفاية بنت الريس عبد الرحمن العباسي ونشأ على طلب العلم الشريف حتى برع فيه، ودرس بالمسجد النبوي، وخطب وأم بالمحراب المصطفوي، وتوفي سنة ١١٢٦. وأعقب من الأولاد: حسنا أبا المكارم، وعبد الله، وزينب.
فأما حسن فمولده سنة ١١٢١، فنشأ في حجر والدنا المرحوم، وزوجه من بنته ستيت في سنة ١١٤٠ وولدت له عدة الأولاد: محمدا، وأحمد، وأبا السعود، وزينب، وفاطمة. وقد ماتوا صغارًا ما عدا أحمد فإنه كبر، وطلب العلم، وتزوج خديجة بنت الأخ محمد أبي البركات. وولدت له ولدًا سماه حسنا، وتوفي بعده صغيرًا. وتوفي هو شهيدًا مع الأخ يوسف في قلة القلعة في جمادى الأولى سنة ١١٧٧.
وأما عبد الله فتوفي شهيدًا مطعونًا في إسلامبول سنة ١١٤٨، ومولده في سنة ١١٢٦.
وأما زينب فمولدها سنة ١١١٥ وتزوجت من الأخ محمد سعيد. وولدت له ولدًا اسمه أحمد، وبنتًا اسمها عائشة. وماتا صغيرين. وتوفيت هي نفساء شهيدة في سنة ١١٣٨.
وأما عبد الرحيم بن يوسف فمولده تقريبًا في حدود سنة ١٠٩٠ ونشأ في طلب العلم الشريف، وأم بالمحراب المنيف. وله من
1 / 19
الأولاد: محمد، وأم الحسن، ماتا صغيرين في حياته. ثم ارتحل في سنة ١١٢٨ إلى اليمن الميمون. ثم ارتحل منه إلى الهند، وحصل له قبول عظيم عند سلطانه ووزرائه وأركان دولته وغيرهم. وأقام بها معززًا مكرمًا إلى أن توفي به في سنة ١١٤٤ ودفن في بندر " سورت ".
وأما خديجة بنت يوسف فمولدها تقريبًا في سنة ١٠٩٢، وتوفيت بكرا سنة ١١٣٣.
وأما والدنا المرحوم المبرور عبد الكريم فمولده تقريبًا في حدود سنة ١٠٨٥ في شوال، فنشأ في طلب العلوم الشريفة ودرس بالروضة المنيفة. ثم ارتحل إلى مصر وبيت المقدس والشام والروم وبلغ ما يروم. وأخذ عمن بها من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام. وتزوج والدتنا المرحومة أم هانئ بنت محمد سعيد " أفندي " سيدون كاتب شيخ الحرم. وولدت له عدة أولاد كلهم أمجاد: محمد سعيد، ومحمد أبو البركات، ويوسف، وعبد الرحمن، وعليًا وستيت ورقية " وتوفي بمكة المكرمة سنة ١١٦٢ ودفن بالمعلاة ".
فأما محمد سعيد فمولده في سنة ١١١٥. ونشأ على طلب العلم حتى برع فيه، ونظم ونثر. وتزوج بنت عمه زينب بنت أحمد كما سبق قريبًا. ثم تزوج بعدها الشريفة زينب بنت السيد إبراهيم فيض الله
1 / 20
الأزبكي البخاري. وولدت له عدة أولاد وبنات ماتوا صغارًا، ما عدا أم الفرج الموجودة اليوم. ومولدها في سنة ١١٤٤. وتزوجت محمد أبا الفرج ابن عمها يوسف ولدت له عدة أولاد. وسيأتي ذكرهم في محله. وتزوج محمد سعيد المذكور عدة زوجات، وولدن له بنات وأولادًا ذكورًا؛ فمنهن: فاطمة قادين بنت محمد حسن أفندي شيخ القراء. وولدت له ولدًا سماه أبا بكر محفوظ. ومولده في سنة ١١٥١. وتزوج أم الهدى بنت الأخ محمد أبي البركات. ثم حصل له بعد وفاتها بعض اختلال أضاع به ما في يده من المال حتى مال على مال أولاد الأخ محمد أبي البركات. وأخباره يطول شرحها، وليس هذا محلها. وقد تزوج الشريفة علوية بنت السيد زين الأزهري، وولدت له بنتًا سماها " ست الأهل " ومولدها في شعبان سنة ١١٧٩. وقد تزوج بنتنا عائشة، ومات عنها في ربيع الثاني سنة ١١٨١. وتوفي والده محمد سعيد في ٧ رجب سنة ١١٦٣.
وأما محمد أبو البركات فمولده في سنة ١١١٨. ونشأ على طلب العلم الشريف خصوصًا علم الفقه فإنه برع فيه. واشتغل بجمع الدنيا فحصل منها جانبًا عظيمًا حتى بلغ معلومه في كل سنة ثلاثة آلاف غرش.
ومن الجرايات نحو اثني عشر جراية. وتزوج آمنة بنت محمد أفندي القونوي، أمين الفتوى سابقًا، وولدت له عدة بنات متن صغارًا، ما عدا أم الهدى، كبرت وتزوجت من ابن عمها محفوظ. ومولدها في سنة ١١٣٨. وتوفيت ١٧ في ذي القعدة الحرام سنة ١١٧٤، شهيدة بالنفاس - رحمها الله تعالى - وتزوج عدة من الزوجات وولدن
1 / 21
له عدة أولاد وبنات منهن سعيدة تابعة محمد أفندي القونوي. وولدت له: عمر، وخديجة، وعبد الكريم، وبديعة.
ومنهن الشريفة زينب بنت السيد علي المهدلي، ولدت له عدة أولاد ماتوا صغارًا.
فأما عمر فمولده سنة ١١٥٦ ونشأ نشأة غير صالحة. فلما توفي والده تزوج فاطمة بنت الريس فتح الله. وولدت له عدة أولاد ماتوا صغارًا. وعاش منهم زين الدين العابدين الموجود اليوم. ونسأل الله تعالى أن يهديه وينشئه نشأة صالحة. وقد أضاع عمره في سفاهة جميع ما تركه له والده من المعلوم والجراية والوظائف حتى صار ما يتحصل له شيء إلا من الوقف والصدقات لا غير. وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فرحل من الحاج المصري قاصدًا الروم ليبلغ منها ما يروم. فلما وصل إلى مصر مرض فتوفي بها في سنة ١١٨٤. ودفن بالقرافة. وكان له مشهد عظيم ﵀ وتجاوز عنا وعنه.
وأما عبد الكريم فمولده في سنة ١١٦٦ وتوفي غريقًا في بركة الحديقة الكركية في سنة ١١٧٧.
وأما خديجة فمولدها في مكة المكرمة في سنة ١١٥٨. ونشأت نشأة صالحة. وتزوجت ابن عمتها أحمد بن حسن، وقد سبق ذكره. ثم تزوجت على الخطيب أبي بكر الحميداني، وولدت له ولدًا سماه
1 / 22
عبد الرحمان. ثم مات صغيرًا، وتوفيت هي أيضًا عن غير ولد في جمادى الأولى سنة ١١٩٤.
وأما بديعة فمولدها في صفر سنة ١١٦٨. ونشأت نشأة صالحة وتزوجت حيدر ابن عمها " علي " وولدت له ولدًا سماه " عليًا ". ومات صغيرًا. ثم ولدت له بنتًا سماها " طاهرة " في صفر سنة ١١٩٠. ثم ولدت له ولدًا سماه أحمد، مات صغيرًا بعدها بقليل، ثم توفيت بديعة المذكورة في جمادى الأولى سنة ١١٩٤.
وأما يوسف فمولده في حدود سنة ١١٢١. ونشأ ودأب، وبرع في العلم والأدب، وأم، وخطب، وألف الرسائل والخطب، وبلغ أعلى الرتب. وامتحن بالأعداء، والأضداد بالخروج من البلاد فارتحل سنة ١١٧٢ إلى مدينة دار السلام. واجتمع بمن فيها من العلماء الأعلام، وحصل لها من متوليها سليمان باشا غاية الإكرام، ومن زوجته عادلة خانم. ثم إلى الشام. ثم إلى الروم، وبلغ منها ما يروم، وامتدح الوزير الكبير راغب محمد باشا بقصيدة غراء بائية نحو سبعين بيتًا. وتقلد منصب إفتاء المدينة المنورة. فلم يتم له ذلك بسبب بغض بعض الأعداء، ثم توجه إلى مصر القاهرة ثم توجه إلى الصعيد وركب البحر إلى ينبع ثم المدينة المنورة وأقام بالعالية مدة فعرضوا فيه المدينة إلى الدولة العلية بالكذب والزور
1 / 23
والبهتان فورد بعكس القضية الفرمان. ثم توجه إلى مكة المكرمة وأقام بها مدة ".. فخرج منها خائفًا يترقب قال: رب نجني من القوم الظالمين " فوصل إلى المدينة وأقام بالعالية أيامًا، فورد من الشريف مساعد كتاب مضمونه بأنه يدخل المدينة وعليه الأمان؛ فأرسل إليه شيخ الحرم أحمد آغا ومحمد صالح الطيار، كتخداي القلعة، كتابًا يتضمن الأمان.
وفيه من الأيمان التي ما تصدر من ذي إيمان، والأمور مبنية على الغرور؛ فنزل إلى المدينة، فلما وصل إلى الباب الصغير أخذوه وجروه إلى جهة باب القلعة وأدخلوه فيها في حبس القلعة ومعه ولده محمد أبو الفرج وأحمد ولد أخته. وأقاموا مدة في الخشب والحديد والعذاب الشديد. ثم قتلوهم في ليلة واحدة واحدًا بعد واحد صبرًا وغيلة. وكتبت لهم الشهادة والحسنى وزيادة. ودفنوهم خفية في القلعة. ولم يظهر ذلك إلا بعد مدة. وجميع ما صدر بتدبير اللعين الخبيث محمد صالح الطيار. وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلمًا وزروًا. ثم بعد خمس سنين وصل إلى المدينة المنورة شاهين أحمد باشا متوليًا أمورها فأمر بإخراجهم من القلعة فأخرجوا منها، ولم يتغير منهم، بكلومهم ودمائهم؛ فأمر بغسلهم وتكفينهم والصلاة عليهم. وباشر كله ذلك بنفسه، ودفنوا بمقبرة أسلافهم ببقيع الغرقد،
1 / 24
وبنى عليهم قبة لطيفة في قبلي قبة سيدنا إبراهيم بن النبي ﷺ وقتل الطيار بالسم - لا ﵀ ولا رضي عنه - ورتب على أهل القلعة دعوى القسامة بمحله العالي بحضور جمع من المسلمين: القاضي، والمفتي الحنفي، والشافعي، وشيخ الحرم أحمد آغا. وكان كاتبه هم الوكيل في هذه الدعوى. ورتب عليهم الدية الشرعية واليمين على خمسين رجلًا منهم يختارهم الوكيل، فترجوا عندنا بالعلماء والسادات بترك اليمين وتسليم الدية ثلاث آلاف دينار مقسطة على ثلاث سنين فاستلمنا منهم ٤٠٠ غرش والباقي عندهم ٢٠٠٠ إلى اليوم. وعند الله تجتمع الخصوم. وكانت وفاة الشهداء المذكورين بطريق التتبع ليلة الأربعاء ٢ في جمادى الأولى سنة ١١٧٧. وكان إخراجهم في ٢٥ جمادى الأولى سنة ١١٨٢ ﵏ رحمة واسعة -.
وتزوج يوسف عدة زوجات وولد له عدة أولاد وبنات.
أولهن الشريفة علوية بنت السيد هاشم، كاتب الشرع الشريف.
وولدت له محمدًا أبا الفرج في جمادى الأولى سنة ١١٤٦.
ومنهن فاطمة بنت الشيخ إبراهيم الفيومي الفقيه، وولدت له بنتًا اسمها بديعة. مولدها في سنة ١١٤٨. ووفاتها في سنة ١١٤٨.
ومنهن حبيبة بنت الشيخ محمد سعيد الحيدري، وولدت ولدًا اسمه أحمد توفي صغيرًا في سنة ١١٧٥.
1 / 25
ومنهن صالحة بنت محمد سعيد كتخداي القلعة السلطانية الشهير بالإنقشاري الشهيد هو وولده حسين وأخوه حمزة في سور القلعة ليلة الأحد ٢١ جمادى سنة ١١٥٦. وذلك في الفتنة المشهورة. وولدت له عدة أولاد ذكور وإناث لم يعش منهن إلا رقية. وكانت ولادتها في محرم سنة ١١٦٣. وتزوجت من السيد عمر السقاف باعلوي. وولدت له ولدين: أحمد الموجود في محرم " سنة ١١٨٢ " ويوسف في ذي الحجة الحرام ١١٨٥. وتوفي في ذي الحجة الحرام سنة ١١٨٧. وتوفيت عن ولدها أحمد جمادى الثانية سنة ١١٩٤.
وسلمى بنت يوسف من صالحة المزبورة مولدها في سنة ١١٦٦ وتوفيت سنة ١١٧٨، وتزوجت من ابن عمها حسين بن علي. ولم تعقب.
ومحمد أبو الفرج المذكور نشأ نشأة صالحة حسنة. وطلب العلم على والده. ونظم الشعر الحسن. وتزوج أم الفرج بنت محمد سعيد المزبور، وولدت له: عمر، وعليًا، وعثمان، وعلوية، وسعدية.
فأما عمر فمولده في سنة ١١٦٩. وتوفي مراهقًا سنة ١١٨٢.
وأما علي فمولده في سنة ١١٧٣. وهو موجود.
1 / 26