من بعد أن كان لي البقاء ... وكان لي صاحبًا وخدنا
قد كان لي في الدنو منه ... من بارد العيش كل معنى
نادمني خمره وكان المزاج من ريقه المهنا
ومن ذلك:
يليق بالغادة الإعراض والأنف ... وليس يحسن بالمستهزئ الصلف
أسعى على الرأس طوعًا نحو مالكتي ... وذاك للهائم المضني لها شرف
يا لائمي في هواها دع ملامك لي ... فلوم أهل الهوى يا لائمي سرف
أفدي التي تقطع الأيام في فرحٍ ... وعبدها هائمٌ صبٌ بها دنف
لو أن في السد دار الجود سرت لها ... لا أنثني عن طلابها ولا أقف
وعاذلٍ بطويل العذل يفتح لي ... باب الغرام فدمعي دهره يكف
كأنني يابس الأغصان من عجفٍ ومن أذاب فؤادي ناعمٍ ترف
قد والهوى حار عقلي من تتايهها ... والرسل ما بيننا بالصحف تختلف
والحاسد للنكد النمام يعذلني ... يقول دعها فما كل الورى خلف
ومن ذلك:
على النبلوفر الغض اصطبحنا ... ومعنا من يفوق البدر حسنا
غزال بارد الريق المهنا ... وما كل له ريق مهنا
فهل غصنٌ من الأغصان رطب ... يميس إذا تبختر أو تثنى
أعاذل ليس ينفع لوم صبٍ ... فدع طول الملام ولا تعنا
رأيت العذل أوشمة على من ... يلوم إذا تعتب أو تجنا
أرى السهر المقيم على جفوني ... سيجعلها له وطنًا وسكنا
يتيمني ويجلب لي غمومًا ... إذا القمري في سحرٍ تغنا
أطار النوم عن عيني غزال ... تخال الورد من خديه يجنى
متى يهدى ويسكن ما بقلبي ... وسؤلي قد رأى بي ما تمنى
لقد جلب الصداع إلى من ... قد كان لي سكنًا وخدنا
ومن ذلك:
منع النوم مقلتي ثم ناما ... ورأى أن وصل مثلي حراما
شادن يمنع الهموم إلى القلب بإعراضه وينشي السقاما
هو غضٌ رطبٌ ودعصٌ وبرٌ ... هو بدر ٌ كما البدور التماما
ريقه باردٌ لذيذٌ ولكن ... شربه يورث الكئيب الحماما
خده روضة البنفسج والور ... د في عارضيه نبت الخزاما
ومن ذلك:
نأت ولعل انأي يعقب سلوة ... فيبرى فؤادي من معالجة الكرب
فيا عاذلي ما أطول الليل بعدها ... وأعظم ما يلقاه قلبي من الرعب
أبيت ومالي شاغل غير ذكرها ... ودمعي دمًا تجري على الخد بالسكب
فإني لأرجو أن يكون معذبي ... عليمًا بما ألقاه من عالج الحب
فينقذني من شدة الضر والأسى ... وإن كنت لا أرجو لسقمٍ من الطب
وقومي كمثل النحل ... تجمعوا ... يلومونني واللوم من أعظم الذنب
يطيلون لومي في هوى من أذابني ... ومن لست أنساه على البعد والقرب
تراهم على شبه الشراب عجائبًا ... فما مثلهم في سائر العجم والعرب
ومن ذلك من كلام الشيخ الأدكاوي
من شبه الورد الجني بخد من ... أهواه فهو جويهلٍ أو مسرف
بل بارد أو يابسٍ في طبعه ... قولوا له التشبيه يبرد تنصفو
إن الحرائر لو رأت ما قد حوت ... روضات وجنته التي هي أشرف
قالت أما في الرأس ممن شبهوا ... عقل ولكن أين من يعترف
والمرء مهما لم يميز عبده ... أهل النهى من فرقة قد حرفوا
في شم ورد الخد أكبر لذةٍ ... ويسكن الداء الذي لا يعرف
إن الصداع لفي الفضول حقيقة ... فأصغوا إلى ما لقت لا تتوقفوا
آخر كلام الشيخ الأدكاوي ومن ذلك:
من قال ممن لم يذق ... جور الغزال الجؤذر
إن كان من رجل وال ... لا جاهل لم يشعر
وغدا يقول نصيحة ... منه لقومٍ حضر
من كان يرغب في السلا ... ية في جميع الأعصر
يدع الهوى فهو الخليفة في تلاف الأكثر
قلنا له إن الهوى ... قد كان في زمن السر
أغنى النبي المصطفى ... رب اللوا والمنبر
أو قال من قلنا له ... كم من أديبٍ كالسري
هو كان ذا شغفٍ بكل ... كحيل طرفٍ أحور
وأولوا النبي
ومحمد وهو الأمين بلي بعشقه كوثر
وهو الخليفة وأبي هرون الزكي العنصر
من قال إن العشق عا ... ر قل له يا مفتري
والله مننت فما به ... عار أجل أنت العري
1 / 45