إن في الصدق راحةً لا تميزوا ... وأبينوا الصواب لي لا تميلوا
فأجابوا أن السلامة من عينيه مما يحيله المعقول
هل خلاصٌ منه وعاقبة الأمر لديه أما عنى أو نحول
قلت حقًا قلتم وما جئتم الكذب يقينًا وغير هذا نقول
لحظة أن دنا أشر من السهم وإن كان ليس فيه نصول
غير أن الكئيب يرعو به عاقبة ضمنها الوصول
هذا آخر كلام الشيخ عبد الله
الباب الخامس في الطب اللطيف
من كلام الشيخ عبد الله الأدكاوي
مالي إن جئت نحو الحب يمنعني ... عنه الوشاة بلا ذنبٍ ولا سبب
إن دق بابًا يقولوا ما هنا أحدٌ ... أو حل ساحتهم لا قوه بالغضب
وإن شكا ما به المسكين في ورقٍ ... رموه بالزور والبهتان والكذب
حار الملوك لما يسعون في تلفي ... فيا خيار الملا لم تمنعوا أربي
لو أنصفوني وراعوني وقد وضع الحديد في لأنجوني من الكرب
لكن على لسع أحشائي بعذلهم ... قد أحرقوها وزادوها من الوصب
تالله ما لسعة الزنبور أوجع من ... إبعادهم نظري عن خشفي السرب
لكنني سوف ألقى ما أسر به ... أن أذهب الله ما ينوون من عطبي
وأغتذي ليس بي من وجعةٍ ألمًا ... ويصبحون وهم في الذل والتعب
ومن ذلك:
قال لي عارف دواؤك يا ذا ... ماء وردٍ له يضاف الزبيب
قلت ورد الخدود فهو يؤذي القلب شمًا وللنفوس يطيب
ويريح الحشا أجل ويقوي العصب الرخو وهو للروح طيب
ويزيل العنا ويذهب بالهم ... وفي وقته يطيب الأريب
شمه هو المسك بالوصب المذ ... هب بلي إذا حباه الحبيب
وبه يحصل المنى ويطيب الوقت أيضًا وينتهي المرغوب
ومنى النفس حين يأتي لحبي ... ذلك الأهيف الأغن الربيب
انتهى كلام الأدكاوي ومن ذلك:
قضبان درٍ وأقمارٌ على كثب ... قد ألفت فتنة للهائم الدنف
وليس في الكرم المشهور قتل فتىً ... يغير ما قود هذا من الجنف
يا عاذلي قد أذاب القلب حب رشًا ... إذا بدا كدت أن أطغى من الشغف
لي دمعةٌ أحرقت من فيضها كبدي ... بالهزل يا عاذلي جهلًا ولم تخف
إثمًا وأعظم بخل المرء غفلته ... عن النصيحة للمشفي على التلف
عذلتني ووضعت العذل مجتهدًا ... في غير موضعه يا طيب السلف
لأبكين على ما فات من عمري ... في حب منتصفٍ في غير منتصف
وأعلن الحزن إعلان الثواكل إذ ... لا صبر لي عن وصال التائه الصلف
فلا نهارٌ ولا ليلٌ ألذ به ... هذا لشدة ما ألقى من الكلف
كلوم قلبي أبديتها عداتك لي ... بالوصل يا موقفي دهري على الخلف
ومن ذلك:
غزال خده الورد الجني ... وريقته هو الخمر الشهي
فقلبي يسكن الإسقام طرًا ... لسغيبةٍ من له الوجه البهي
أقام مواصلًا للصد حتى ... لفي قلبي لذلك سمهري
لقد ناديت لما راع قلبي ... أغث قلبي فأنت له ولي
أما لو أن قلبك ذاق وجدًا ... لجاد فقال لي قلبٌ جلي
فقلبٌ فيه وجد مستكنٍ ... وشوقٌ والخمار هو الشجي
ومن ذلك:
ادمان عذلك للمحزون قاتله ... أما ترى دمعه قد حد هاطله
قد حطه من على السمك رافعه ... فالحزن واصله والصبر خاذله
يبيت والطرف منه لا يلائمه ... غمض وأنى له ما قد يحاوله
تراه يبدي لمن قد لامه جلدًا ... فقد تحير والرحمن عاذله
يا من يذيب بطول اللوم مهجة من ... يلومه في هواه وهو جاهله
انظر إلى الجسد المضني على قمرٍ ... زها على البدر إذ تمت سمائله
كالمزن والعسل الممزوج ريقته ... والدعص ردف وغصن البان حامله
يا عاذلي والهوى إني لختبلٌ ... فاسأله عن حالتي يا من يسائله
وإنه لتمر الريح بي سحرًا ... من أرضه فيزيل الحق باطله
وعذلٍ ورقيبٍ يدفعان ضنى جسمي ولم يريا ما الصب قائله
قلبي مضرته في الحب دائمةً ... والوجد آفته والشوق قاتله
ومن ذلك:
شربت على النسرين مع طلعة الفجر ... ومن هو أخفى في النفوس مع التبر
فأيقن أن قد حان عقلي لحسنه ... فصد دلالًا ثم حن إلى القدر
1 / 42