فكيف يا لائمي هديت فقد ... سئمت طول الحياة يا لائمي
متى يكون الذي أؤمله ... متى أرى من مؤملي غانم
بدائم الوصل لا يكدره ... سعي الحسود على الجفا حائم
ومن ذلك:
لا تحسبني خلي القلب من كمدٍ ... ولا أحن إلى صبرٍ ولا جلد
هل تحقرن بكائي في الدجا أسفًا ... فذلك الدمع أبراني من الرمد
قد بات مولاي في أمنٍ وعافيةٍ ... وبت مكتحل الأجفان بالسهد
أنا الذي حمل الآثام عاذله ... أنا المقرن والإسقام في صفد
لا زال محتقرًا من لام في دنفي ... وعاش مختبلًا صبًا مدى الأبدي
أفدي الذي كحل الأجفان بالسهد ... ووكل القلب بالأحزان والكمد
قد رق لي ورثى مما أكابده ... كل امرئٍ كان يوصي الحب بالبعد
لو كان يعلم من أضحى يعذبني ... أن سوف يقعد لي العذال بالرصد
لسره أن من في الحب يعذلني ... يجري بمثل الذي يأتي يدًا بيد
يا عاذلي لست بالهاذي بنصحك لي ... كلا ولا بالذي تدعو إلى الرشد
كم عاذلٍ ورقيبٍ ضل سعيهما ... لطول ما اكتسبا باللوم والفند
ومن ذلك:
قال لي عاذلي لما رأى دنفي ... ومقلتي برة بالأدمع الذرف
يا طالب الوصل ممن ليس يرحمه ... لا تشك ما بك من وجدٍ إلى الصلف
فقلت ما لذة الدنيا لمكتئبٍ ... بلى من الحب بعد الغرب بالشنف
يا عاذلي إن تكن تبغي بلومك لي ... نصحي فلومك لي يدنيني من التلف
قد نال سؤلي من قلبي مسرته ... لما رآه وقد أشفى على جرف
يا لائمي بالبكا ماذا يضرك من ... ترك الكلام لصبٍ هائمٍ دنف
إن الغزال الذي ما زلت آمله ... قد رام قتلي بلا جرمٍ ولم يخف
يصد عن غير ما جرمٍ ولا سببٍ ... وتركه الوصل لي من أكبر الخيف
قل لي أيجمل أن أشكو الغرام به ... لغيره ولا يبت الله والصحف
هو الذخيرة لي في كل نائبةٍ ... وإن سبى مهجتي بالذل والهيف
إن كان قد فاته قتلي بخنجره ... فطرفه قاتلي بالغنج والوطف
نوحوا على دنفٍ قد مات من شغفٍ ... وابكوا على عاشقٍ قد مات من كلف
عاش المتيم مكروبًا بغصته ... ما يستقيم من الإسقام والنحف
ومن ذلك:
حكيمٌ من نفى عني رقادي ... وآلف بين جفني والسهاد
كأن الدار الآخرة اطمأنت ... لها روحي فنلت من المراد
بكيت على زمانٍ قد تقضى ... وأيامٍ بقربٍ من سعاد
هل الدنيا تعود لمستهامٍ ... فتنصفه على رغم الأعادي
أعاذل قد هجرت النوم جهدي ... وآثرت السهاد على الرقاد
فدع لومي ولا تحفل بعذلي ... فإني قد هلكت من البعاد
وددت بأن شكوت إلى كريمٍ ... فينقذني من الكرب الشداد
أطال الله عمر مذيب قلبي ... ومن يرضيه بعدي وانفرادي
ومن ذلك:
ومن أن قلت صبري قد عصاني ... يسر بلوعتي ويرى عنادي
ومن إن قلت: ما ينفك وجدي ... يقلبني على شوك القتاد
ينادي يال حيان أجبروني ... هديتم من شكايته فؤادي
أعاذل في محبته أبن لي ... على ما نالني من مستزادي
لقد هرم السلو وشب وجدي ... فصبري كل يومٍ في نفاد
إذا قال المعنف لي تسلى ... أقول له إلى يوم التناد
ومن ذلك:
قيل لي كم بكيت قلت دعوني ... فالذي بي يا قوم ليس بدوني
ذهب البعض من فؤادي مع العيس ... وذاب الذي بقى من شجوني
وأحاط الأعراب بالصبر نهبًا ... وخلاف الأعراب لحظ العيون
إن صبري يبقى وقد صد عني ... سؤل قلبي يأخذه بالظنون
لي فؤادٌ أنت عليه هموم ... فهو منها مكبلٌ في شجون
حسب قلبي يا عاذلي ... من ... حب ظبيٍ جافٍ ظلومٍ خؤون
كثر الهجر وهو خمس وعشر ... ون صباحًا وليس لي من معين
حبذا من وجهه سنة البد ... ر ومن قده كقد الغصون
أي حزنٍ ما ينقضي من فؤادي ... وا بلائي من عظم داءٍ دفين
أنا من أطول البرية ثكلًا ... لبلائي بهجر جافٍ حزين
عمرك الله كم تطيل عذابي ... يا عذولي في غفلةٍ وسكون
1 / 32