ماذا عليه لا زال ذا خبل ... كمثل حالي في شدة الخبل
على فؤادي السلام إذ هجرت ... من هي مثل القضيب في الميل
ولوجه بدرٍ والفرع كالعنب الجثل وتحكي الكثيب بالكفل
تزها بخالٍ كأنه السيح الأسود في وردةٍ من الخجل
يا ليت طيفًا لها يواصلني ... يذهب ما بي من شدة الوجل
سرور قلبي أن واصلت ودنت ... والغم إن هاجرت ولم تصل
ومن ذلك:
أعن زلة أعرضت أم أنت عاتبة ... فأعتبكم إن كنت في لوصل راغبة
أبيني على أي الأمور صرمتني ... وأنت لكل الخير والفضل طالبة
لقد قال قومٌ إذ رأو فرط لوعتي ... ولي مقلةٌ تنهل بالدمع ساكبة
أبعد ثلاث للنوى فهت بالهوى فلا وعيس البيد بالصبر ذاهبة
وفي العيس عين كن يذهبن بالأسى ... إذا زرت واللذات بالوعد كاذبة
أعاذل ما بالبلغم الرطب خيفة ... فمن أجله يهذي ونفسك لاعبة
أتاني كتابٌ لو قراه متيمٌ ... لا بعده ما فيه عن كل صاحبه
فضلت وتكرار القران مؤنسي ... أحاذر أسقامًا إلى القلب آيبة
ويعذلني قومٌ رأوا كل لوعةٍ ... أبوح بها زورًا بخود مجانبة
إذا ذكر الناس اللبان ترعرعت ... قواي لذكر البين فالنفس لاعبه
تذكرتكم والذكر غير مفارقي ... فذابت له نفسي أسىً وهي ذائبة
أغص بشرب المزن والعسل الذي ... يلذ به الشراب فالنفس كاذبة
ومن ذلك:
أذكر فديتك ما لقيت من جهدٍ ... ولا ترعني بطول الصد والبعد
عسى العلي يرى ذلي ومسكنتي ... فيحتبيني فأحظى منك بالقود
يا من عليه مدى الأيام معتمدي ... كن راحمي من ضرام النار في الكبد
مني السلام على صبري فلست أرى ... لي يا هديت على الهجران من جلد
يا من على حب من أهواه يعذلني ... لازلت دهرك ذا غيظٍ من الحسد
قد أكثر الناس من لومي على عضدي ... أفديه أفديه من عوذٍ ومن عضد
من عاين الناس في الدنيا أخا دنفٍ ... له كصبري على التعذال والفند
شكوت ما بي فقال الحب مت كمدًا ... فقلت حسبك ما ألقى من الكمد
أما تراني في همٍ وفي حزنٍ ... ما أستفيق ولا أعرى من السهد
والدار أولادها إن أزمعوا فرحًا ... يعوقهم صرفها كن ذاك بالكمد
يا سادتي فيلام الصب إن ضعفت ... منه القوى بعد نفث السحر في العقد
يا أيها الرجل اللاحي على كلفي ... بحسن ثغر نقي اللون كالبرد
علام تلحا على ظبيٍ كشمس ضحى ... يزهى بقدٍ كغصن البان في الميد
ويلاه من حب من كالبدر طلعته ... والمسك نكهته والريق كالشهد
ما رامه أحدٌ بالعذل في بعدٍ ... ألا وغادره في حال مضطهد
ومن ذلك:
ياذا الذي في حسنه عذري ... إن أكثر العذال من زجري
هل ترتضي شكري أباديك ... ويتبعها ما يقتضي شكري
يا سيدًا تجفو بلا زلةٍ ... وترى وصلي من الكبر
إن كنت أذنبت على غرةٍ ... ذنبًا فكفارته هجري
ياذا الذي يسطو على عبده ... بضريةٍ بالبعد والغدر
أردت يا مولاي إعلامه ... أنك لا ترثي لذي ضرر
مالي على الهجران يا سيدي ... من بعد طيب الوصال من صبر
مولاي ما ينفك حلف الضنى ... من روحه في قبضة الأسر
لا تجفني يا من له صورة ... تجل عن شمسٍ وعن بدر
فراحتي بذل السلام الذي ... تبذله للعبد والحر
يا من عليه أبدأ أدمعي ... تسح مثل الوابل القطر
مالي على هجرك من طاقةٍ ... يا مخجل البانة بالخطر
أقال رب الناس من رق لي ... زلته في موقف الحشر
ومن ذلك:
قال عذولي وقد رآني ... أجود بالمدمع السكوب
صد علي غير ما اجترام ... الفك هذا من العيوب
فنح عليه ولا ملومًا ... وأي لومٍ على الكئيب
على السلو السلام يا من ... روعه الدهر بالخطوب
فقلت من لي برد قلبي ... بلحظ طرفٍ من الحبيب
لا كان يا قوم من نهاني ... ظلمًا عن الشادن الربيب
لو كان من لامني سفاهًا ... يؤمن بالشاهد القريب
لكان بالله مستجيرًا ... من كمد مسقمٍ مذيب
1 / 24